تابع فصل في الإيمان باليوم الآخر : باب ما جاء في يوم القيامة و في الإيمان بحوض النبي صلى الله عليه وسلم و في الإيمان بالميزان
باب ما جاء في يوم القيامة
س)- ما صحة حديث (يدعى الناس يوم القيامة بأمهاتهم سترا من الله عز وجل عليهم) ؟
حديث (يدعى الناس يوم القيامة بأمهاتهم سترا من الله عز وجل عليهم) حديث موضوع ، وقد ثبت ما يخالف هذا الحديث , ففي سنن أبي داود بإسناد جيد , كما قال النووي في الأذكار من حديث أبي الدرداء مرفوعا (إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم) ، وفي الصحيح من حديث عمر مرفوعا (إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة , يرفع لكل غادر لواء , فيقال هذا غدرة فلان بن فلان). والله أعلم.
انتهى كلام الالباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم 433.
س)- هل ثبتت رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة؟
اعلم أن الأحاديث الواردة في إثبات رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة كثيرة جدا حتى بلغت حد التواتر كما جزم به جمع من الأئمة.
قد روى أحاديث الرؤية نحو ثلاثين صحابيا ، ومن أحاط بها معرفة يقطع بأن الرسول قالها.
انتهى كلام الالباني من شرح العقيدة الطحاوية.
س)- هل يمكن للمؤمن ان يرى ربه في الدنيا ؟ وهل راءه الرسول صلى الله عليه وسلم؟
اما رؤيته تعالى في الدنيا فقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح أن أحدا منا لا يراه حتى يموت . رواه مسلم .
واما هو نفسه عليه الصلاة والسلام فلم يرد في إثباتها له ما تقوم به الحجة بل قد صح عنه الإشارة إلى نفيها حين سئل عنها بقوله : " نور أنى أراه " ومع ذلك جزمت السيدة عائشة بنفيها كما في الصحيحين وهذا هو الأصل فينبغي التمسك به.
انتهى كلام الالباني من شرح العقيدة الطحاوية.
انتهى كلام الالباني من شرح العقيدة الطحاوية.
س)- هل تحشر البهائم كما يحشر الآدميين يوم القيامة؟
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يقتص الخلق بعضهم من بعض، حتى الجماء من القرناء، وحتى الذرة من الذرة).
قال النووي في ((شرح مسلم)) تحت هذا الحديث :((هذا تصريح بحشر البهائم يوم القيامة، إعادتها يوم القيامة كما يعاد أهل التكليف من الآدميين، وكما يعاد الأطفال والمجانين، ومن لم تبلغه دعوة. وعلى هذا تظاهرت دلائل القرآن والسنة، قال الله تعالى: (وإذا الوحوش حشرت)، وإذا ورد لفظ الشرع ولم يمنع إجرائه على ظاهره عقل ولا شرع، وجب حمله على ظاهره.
قال العلماء: وليس من شرط الحشر والإعادة في القيامة المجازة والعقاب والثواب. وأما القصاص من القرناء للجلحاء فليس هو من قصاص التكليف، إذ لا تكليف عليها، بل هو قصاص مقابلة، و(الجلحاء) بالمد هي الجماء التي لا قرن لها. والله أعلم)).
وذكر نحوه ابن الملك في((مبارق الأزهار))(2/293) مختصراً. ونقل عنه العلامة الشيخ علي القاريء في((المرقاة))(4/761) أنه قال:
((فإن قيل: الشاة غير مكلفة، فكيف يقتص منها؟ قلنا: إن الله تعالى فعال لما يريد، ولا يسأل عما يفعل، والغرض منه إعلام العباد أن الحقوق لا تضيع، بل يقتص حق المظلوم من الظالم)). قال القاريء:
((وهو وجه حسن، وتوجيه مستحسن، إلا أن التعبير عن الحكمة بـ(الغرض) وقع في غير موضعه. وجملة الأمر أن القضية دالة بطريق المبالغة على كمال العدالة بين كافة المكلفين، فإنه إذا كان هذا حال الحيوانات الخارجة عن التكليف، فكيف بذوي العقول من الوضيع والشريف، والقوى والضعيف؟ )).
قلت: ومن المؤسف أن ترد كل هذه الأحاديث من بعض علماء الكلام بمجرد الرأي، وأعجب منه أن يجنح إليه الألوسي! فقال بعد أن ساق الحديث عن أبي هريرة من رواية مسلم ومن رواية أحمد بلفظ الترجمة عند تفسيره آية (وإذا الوحوش حشرت) في تفسيره ((روح المعاني))(9/306):
((ومال حجة الإسلام الغزالي وجماعة إلى أنه لا يحشر غير الثقلين؛ لعدم كونه مكلفاً ولا أهلاً لكرامة بوجه، وليس في هذا الباب نص كتاب أو سنة معول عليها يدل على حشر غيرهما من الوحوش، وخبر مسلم والترمذي وإن كان صحيحاً، لكنه لم يخرج مخرج التفسير للآية ، ويجوز أن يكون كناية عن العدل التام. وإلى هذا القول أميل، ولا أجزم بخطاء القائلين بالأول، لأن لهم ما يصلح مستنداً في الجملة. والله تعالى أعلم)).
قلت: كذا قال- عفا الله عنا وعنه-وهو منه غريب جداً لأنه على خلاف ما نعرفه عنه في كتابه المذكور، من سلوك الجادة في تفسير آيات الكتاب على نهج السلف، دون تأويل أو تعطيل، فما الذي حمله هنا على أن يفسر الحديث على خلاف ما يدل عليه ظاهره، وأن يحمله على أنه كناية عن العدل التام، أليس هذا تكذيباً للحديث المصرح بأنه يقاد للشاة الجماء من الشاة القرناء، فيقول هو تبعاً لعلماء الكلام: إنه كناية ! ... أي لا يقاد للشاة الجماء. وهذا كله يقال لو وقفنا بالنظر عند رواية مسلم المذكور، أما إذا انتقلنا به إلى الروايات الأخرى كحديث الترجمة، وحديث أبي ذر وغيره قاطعة في أن القصاص المذكور هو حقيقة وليس كناية، ورحم الله الإمام النووي، فقد أشار بقول السابق: ((وإذا ورد لفظ الشرع ولم يمنع من إجرائه على ظاهره عقل ولا شرع وجب حمله على ظاهره)).
قلت: أشار بهذا إلى رد التأويل المذكور، وبمثل هذا التأويل أنكر الفلاسفة، وكثير من علماء الكلام كالمعتزلة وغيرهم رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة، وعلوه على عرشه، ونزوله إلى السماء الدنيا كل ليلة، ومجيئه تعالى يوم القيامة. وغير ذلك من آيات الصفات وأحاديثها.
وبالجملة، فالقول بحشر البهائم والاقتصاص لبعضها من بعض هو الصواب الذي لا يجوز غيره، فلا جرم أن ذهب إليه الجمهور كما ذكر الألوسي نفسه في مكان آخر من((تفسيره))(9/281)، وبه جزم الشوكاني في تفسير آية ((التكوير)) من تفسيره((فتح القدير))، فقال((/377):
((الوحوش ما توحش من دواب البر، ومعنى(حشرت) بعثت، حتى يقتص بعضها من بعض، فيقتص للجماء من القرناء)).
وقد اغتر بكلمة الألوسي المتقدمة، النافية لحشر الوحوش؛ محرر((باب الفتاوى)) في مجلة الوعي الإسلامي السنة الثانية، العدد89ص107، فنقلها عنه، مرتضياً لها معتمداً عليها، وذلك من شؤم التقليد، وقلة التحقيق. والله المستعان، وهو ولي التوفيق.
انتهى كلام الالباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم1967.
باب في الإيمان بحوض النبي صلى الله عليه وسلم
س)- هل ثبت ذكر حوض النبي صلى الله عليه وسلم؟
الأحاديث التي جاء ذكر الحوض فيها كثيرة جدا بلغت مبلغ التواتر كما صرح بذلك جمع من الأئمة ورواها من الصحابة بضع وثلاثون صحابيا وقد استقصى طرقها الحافظ ابن كثير في " النهاية " في آخر تاريخه وعقد لها الحافظ ابن أبي عاصم في " كتاب السنة " سبعة أبواب (رقم 155-161) ورقم الأحاديث (734-776- بتحقيقي) أشار في آخرها إلى تواترها بقوله "والأخبار التي ذكرناها في حوض النبي صلى الله عليه وسلم توجب العلم".
انتهى كلام الالباني من شرح العقيدة الطحاوية.
انتهى كلام الالباني من شرح العقيدة الطحاوية.
باب في الإيمان بالميزان
س)- هل للميزان الذي توزن به الاعمال يوم القيامة كفتان؟
في حديث البطاقة دليل على أن ميزان الأعمال له كفتان مشاهدتان , وأن الأعمال وإن كانت أعراضاً فإنها توزن , والله على كل شئ قدير , وذلك من عقائد أهل السنة , والأحاديث في ذلك متضافرة إن لم تكن متواترة.
انتهى كلام الالباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم135.
___________
مجموع فتاوى العلامة الألباني
كتاب العقيدة والمنهاج
جمـــع وتـــرتيب
ابو سند فتح الله
تعليقات
إرسال تعليق