الترغيب في النفقة في الحج والعمرة، وما جاء فيمن أنفق فيهما من مال حرام ... الترغيب في العمرة في رمضان

2 - (الترغيب في النفقة في الحج والعمرة، وما جاء فيمن أنفق فيهما من مال حرام).

1116 - (1) [صحيح]
 عن عائشة رضي الله عنها؛ أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال لها في عمرتها:
"إِنَّ لك من الأجر على قَدْر نَصَبِكِ ونَفَقَتِكِ".
رواه الحاكم (1) وقال: "صحيح على شرطهما".
وفي روايةٍ له وصححها (2):
"إِنما أَجرُكِ في عُمرتِك على قدْرِ نفقتك".
(النَّصَب): هو التعب وزناً ومعنى._____________(1) قال الناجي (131):
"هذا عجيب من المؤلف، فإن البخاري ومسلماً والنسائي وغيرهم أخرجوا هذه الرواية بنحو هذا اللفظ، لكن عندهم: "أو نفقتك"، والألف أسقطت هنا ولا بد منها، والحاكم يَستدرك على الشيخين أو أحدهما مثل هذا، فيُستدرك عليه، فسبحان المنفرد بالكمال المطلق". وانظر "فتح الباري" (3/ 610 - 611).
(2) قلت: ووافقه الذهبي على تصحيح الروايتين.

_____________________
3 - 
(الترغيب في العمرة في رمضان).

1117 - (1) [حسن]
 عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
أراد رسولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الحجَّ، فقالت امرأةٌ لزوجِها: أَحْجِجْني مع رسولِ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. فقال: ما عندي ما أُحِجُّكِ عليه. فقالت: أَحْجِجْني على جملك فلان. قال: ذاك حَبيسٌ في سبيل الله عز وجل. فأَتى رسولَ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: إِنَّ امرأتي تقرأُ عليك السلامَ ورحمةَ الله، وإنها سأَلتْني الحجَّ معك، فقلت: ما عندي ما أُحِجُّكِ عليه. قالت: أَحججْني على جملك فلان. قلت: ذاك حبيسٌ في سبيلِ الله عز وجل. فقال:
"أما إنَّكَ لو أحجَجْتَها عَليه كان في سبيل الله".
قال: وإِنها أمرتني أن أَسألك: ما يعدل حجةً معك؟ قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"أقرِئها السلامَ ورحمةَ الله وبركاتِه، وأخبرها أَنها تعدل حجةً معي عُمرةٌ في رمضان".
رواه أبو داود، وابن خزيمة في "صحيحه"؛ كلاهما بالقصة، واللفظ لأبي داود، وآخره عندهما سواء.
[صحيح] ورواه البخاري والنسائي وابن ماجه مختصراً:
"عمرةٌ في رمضانَ تعدل حجةً".
ومسلم (1) ولفظه قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لامرأة من الأنصار يقال لها: أمُّ سِنان:
"ما منعك أَن تَحُجِّي (2) معنا؟ ".
قالت: لم يكن لنا إلا ناضحان، فحجَّ أبو ولدها وابنُها على ناضحٍ، وترك لنا ناضحًا ننضحُ عليه. قال:
"فإذا جاء رمضان فاعتمري؛ فإن عمرةً في رمضان تعدلُ حجةً".
وفي روايةٍ له:
"تعدل (3) حجَّةً، أَو حجةً معي".

1118 - (2) [صحيح لغيره] وعنه قال: جاءت أَم سُلَيْم إلى رسولِ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقالت:
حَجَّ أبو طلحةَ وابنُهُ (4) وتركاني. فقال:
"يا أمَّ سُليم! عمرةٌ في رمضانَ؛ تعدلُ حجةً معي".
رواه ابن حبان في "صحيحه" (5).

1119 - (3) [حسن لغيره] وعن أمّ معقِل رضي الله عنها قالت:
لما حَجَّ رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حجةَ الوداع، وكان لنا جملٌ، فجعلَه أَبو معقل في سبيل الله. قالت: وأَصابنا مَرَضٌ، وهلكَ أبو معقل، قالت:
فلما قَفَلَ رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من حجة الوداع -حسبناه- قال:
"يا أَم معقل! مَا منعك أَن تخرجي معنا؟ ".
قالت: يا رسولَ الله! لقد تهيأْنا، فهلك أَبو معقل، وكان لنا جملٌ هو الذي نحجُّ عليه، فأَوصى به أَبو معقل في سبيل الله. قال:
"فهلا خرجت عليه، فإن الحجَّ في سبيل الله، فأما إذ فاتتكِ هذه الحجة فاعتمري في رمضان، فإنها كَحَجَّةٍ".
رواه أبو داود والترمذي مختصراً عنها؛ أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:
"عمرة في رمضان تَعْدِل حجة".
وقال:
"حديث حسن غريب".
وابن خزيمة في "صحيحه" باختصار؛ إلا أنه قال:
[صحيح لغيره] "إن الحجَّ والعمرةَ في سبيلِ اللهِ، وإن عمرةً في رمضانَ تَعدلُ حجةً، أَو تَجزي حَجَّةً".
وفي روايةٍ لأبي داود والنسائي عنها أنها قالت:
يا رسولَ الله! إِني امرأة قد كبِرتُ وسَقِمْتُ، فهل من عمل يجزئ عني من حجتي؟ قال:
"عمرةٌ في رمضانَ تعدل حجةً".
(قَفَلَ) محركة؛ أي: رجع من سفره.

1120 - (4) [صحيح لغيره] وعن أبي معقل رضي الله عنه عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:
"عمرةٌ في رمضانَ تعدل حجةً".
رواه ابن ماجه.

1121 - (5) [صحيح] ورواه البزار والطبراني في "الكبير" في حديثٍ طويلٍ بإسنادٍ جيدٍ عن أبي طليق أنه قال للنبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
فما يعدلُ الحجَّ معك؟ قال:
"عمرةٌ في رمضانَ". (6)
(قال المملي) رضي الله عنه: "أبو طليق هو أبو معقل، وكذلك زوجته أم معقل تكنى أم طليق أيضاً. ذكره ابن عبد البر النّمَري".
_____________(1) هذا يشعر بأن البخاري لم يروهِ بهذا التمام، وليس كذلك كما بينه الناجي (131/ 2).
قلت: وهو في كتابي "مختصر البخاري" (برقم 863).
(2) الأصل: (تجيئي)، والتصويب من "مسلم" (4/ 61).
(3) لفظ مسلم: "تقضي"، وكذلك هو في "مختصر البخاري".(4) الظاهر أنه أنس، لأن أبا طلحة لم يكن له ابنٌ كبير يحج فيكون فيه مجاز. كذا قال ابن حجر فى مقدمة شرحه للبخاري، ويمكن أن ابنَ أبي طلحة الصغير خرج أبوه معه، وأن الرواية على ظاهرها. والله أعلم. كذا قال الناجي (132/ 1). والأقرب ما استظهره الحافظ ابن حجر.
(5) رقم (1020) من طريق يعقوب بن عطاء عن أبيه عن ابن عباس. ويعقوب فيه ضعف، لكن ذكر الناجي (131/ 2) أن ابن أبي شيبة أخرجه من وجه آخر عن عطاء عنه
(6) قلت: إسناده صحيح، وقد صدره المعلقون الثلاثة وسائر أحاديث الباب -إلا رواية الشيخين- بقولهم: "حسن"! وذلك مما يدل على جهلهم بهذا العلم، فإن فيها الصحيح لذاته، والصحيح لغيره، والحسن لذاته، والحسن لغيره، ولعجزهم عن التمييز صاروا إلى التحسين! وأكثر أحاديث الكتاب عندهم هكذا محسنة (أنصاف حلول)! والله المستعان. وبيان هذه الأحاديث وتخريجها في "الإرواء" (3/ 372 - 377 و6/ 32 - 33)، و"الصحيحة" (3069) وغيرهما.
_____________________
صَحِيحُ التَّرْغِيب وَالتَّرْهِيب
تأليف
محمد ناصر الدين الألباني
رحمه الله
مكتَبة المَعارف لِلنَشْرِ والتوزيْع
لِصَاحِبَهَا سَعد بن عَبْد الرحمن الراشِد الريَاض
المكتبة الشاملة 





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة