الحديث السادس
الحديث السادس:
عن أبي عبد الله النعمان بن بشير رضي الله عنهما. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه، ألا وإن لكل مللك حمى ألا وإن جفي الله محارمه ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب" متفق عليه.
الفوائد:
(1) الحث على فعل الحلال واجتناب الحرام والشبهات.
(2) أن الشبهات لا يعلمها إلا القليل من الناس.
(3) المحافظة على أمور الدين ومراعاة المروءة الإنسانية.
(4) أن من لم يتوق الشبهات في كسبه ومعاشه فقد عرض نفسه إما للوقع في عرضه أو الوقوع في الحرام.
(5) سد كل ذريعة تؤدى إلى الحرام والمحرمات.
(6) الحث على إصلاح القلب وأن بصلاحه يصلح كل شيء وبفساده يفسد كل شيء من الإنسان.
(7) أن العقل في القلب {فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا}
(8) إن اختيار طيب الكسب يدلك على صلاح القلب.
الموجز:
يرشدنا هذا الحديث أن ما أحله الله ورسوله وحزمه الله ورسوله كل بين واضح وإنما الخوف على المسلم من الأشياء المشتبهة التي تخفي على كثير من الناس فمن ترك الأشياء التي ليست واضحة الحل ولا واضحة الحرمة، فقد تم له براءة دينه والبعد عن وقوعه في الحرام وصيانة عرضه عن كلام الناس بما يعيبون عليه بسبب ارتكابه هذا المشتبه، ومن لم يجتنب المشتبهات، فقد عرض نفسه إما في الوقوع في الحرام أو اغتياب الناس له، ثم إن الرسول صلى الله عليه وسلم ضرب مثلا لمن يرتكب الشبهات كراع يرعى إبله أو غنمه قرب أرض قد حماها الغير فتوشك ماشيته أن ترتع بهذا الحمى لجودته وقربها منه، وأشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن الأعمال الظاهرة تدل على الأعمال الباطنة من صلاح وفساد فقال إن في الجسد مضغة وهى القلب يصلح بصلاحها ويفسد بفسادها، فإذا فعل الإنسان بجوارحه الطاعات وعمل الخيرات دل ذلك على صلاح قلبه, وإذا فعل المعاصي وارتكب المنكرات وتجنب الطاعات دل ذلك على فساد قلبه، ومما قيل في إصلاح القلب.
شعر:
دواء قلبك خمس عند قسوته ... فدم عليها تفز بالخير والظفر
خلاء بطن وقرآن تدبره كذا ... تضرع باك ساعة السحر
كذا قيامك جنح الليل أوسطه ... وأن تجالس أهل الخير والخبر
آخر:
إذا دعتك النفس يوما ... وكان عليها للخلاف طريق
فخالف هواها ما استطعت فإنما ... هواها عدو والخلاف صديق
عن أبي عبد الله النعمان بن بشير رضي الله عنهما. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه، ألا وإن لكل مللك حمى ألا وإن جفي الله محارمه ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب" متفق عليه.
المفردات:
بين: ظاهر،
بين: ظاهر،
أمور: شئون وأحوال،
مشتبهات: ليس واضحا حلها ولا حرمتها،
مشتبهات: ليس واضحا حلها ولا حرمتها،
فمن اتقى الشبهات تركها، هنا أوقع الظاهر موقع المضمر تعظيما لشأنها لتجنب الشبهات.
استبرأ لدينه: طلب براءة في يسر من النقص، وعرضه بحفظه عما يعاب عليه،
الحمى: المحظور على غير مالكه،
يرتع فيه: أن تأكل ماشيته منه.
ألا حرف استفتاح يدل على تحقيق ما بعده،
ألا حرف استفتاح يدل على تحقيق ما بعده،
مضغة: قطعة لحم والمراد القلب وسمي قلبا لتقلبه في الأمور من حال إلى حال أخرى،
الحمى: المحمى من إطلاق المصدر على اسم المفعول.
الفوائد:
(1) الحث على فعل الحلال واجتناب الحرام والشبهات.
(2) أن الشبهات لا يعلمها إلا القليل من الناس.
(3) المحافظة على أمور الدين ومراعاة المروءة الإنسانية.
(4) أن من لم يتوق الشبهات في كسبه ومعاشه فقد عرض نفسه إما للوقع في عرضه أو الوقوع في الحرام.
(5) سد كل ذريعة تؤدى إلى الحرام والمحرمات.
(6) الحث على إصلاح القلب وأن بصلاحه يصلح كل شيء وبفساده يفسد كل شيء من الإنسان.
(7) أن العقل في القلب {فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا}
(8) إن اختيار طيب الكسب يدلك على صلاح القلب.
الموجز:
يرشدنا هذا الحديث أن ما أحله الله ورسوله وحزمه الله ورسوله كل بين واضح وإنما الخوف على المسلم من الأشياء المشتبهة التي تخفي على كثير من الناس فمن ترك الأشياء التي ليست واضحة الحل ولا واضحة الحرمة، فقد تم له براءة دينه والبعد عن وقوعه في الحرام وصيانة عرضه عن كلام الناس بما يعيبون عليه بسبب ارتكابه هذا المشتبه، ومن لم يجتنب المشتبهات، فقد عرض نفسه إما في الوقوع في الحرام أو اغتياب الناس له، ثم إن الرسول صلى الله عليه وسلم ضرب مثلا لمن يرتكب الشبهات كراع يرعى إبله أو غنمه قرب أرض قد حماها الغير فتوشك ماشيته أن ترتع بهذا الحمى لجودته وقربها منه، وأشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن الأعمال الظاهرة تدل على الأعمال الباطنة من صلاح وفساد فقال إن في الجسد مضغة وهى القلب يصلح بصلاحها ويفسد بفسادها، فإذا فعل الإنسان بجوارحه الطاعات وعمل الخيرات دل ذلك على صلاح قلبه, وإذا فعل المعاصي وارتكب المنكرات وتجنب الطاعات دل ذلك على فساد قلبه، ومما قيل في إصلاح القلب.
دواء قلبك خمس عند قسوته ... فدم عليها تفز بالخير والظفر
خلاء بطن وقرآن تدبره كذا ... تضرع باك ساعة السحر
كذا قيامك جنح الليل أوسطه ... وأن تجالس أهل الخير والخبر
آخر:
إذا دعتك النفس يوما ... وكان عليها للخلاف طريق
فخالف هواها ما استطعت فإنما ... هواها عدو والخلاف صديق
_____________
الأحاديث الأربعين النووية مع ما زاد عليها ابن رجب وعليها الشرح الموجز المفيد المؤلف عبد الله بن صالح المحسن رحمه الله تعالي المدرس بالجامعة الإسلامية- المدينة المنورة
تقريظ حماد بن محمد الأنصاري رحمه الله تعالي المدرس بالجامعة الإسلامية- المدينة المنورة الشاملة
الأحاديث الأربعين النووية مع ما زاد عليها ابن رجب وعليها الشرح الموجز المفيد المؤلف عبد الله بن صالح المحسن رحمه الله تعالي المدرس بالجامعة الإسلامية- المدينة المنورة
تقريظ حماد بن محمد الأنصاري رحمه الله تعالي المدرس بالجامعة الإسلامية- المدينة المنورة الشاملة
________________________
التعريف براوي الحديث :
النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة بن جلاس بن زيد الأنصارى الخزرجى ويكنى عبد الله. لم يدرك النعمان ( رضي الله عنه ) الجاهلية فقد كان أول مولود ولد في الإسلام من الأنصار بعد الهجرة بأربعة عشر شهرا. حيث ولد بالمدينة بعد الهجرة للأنصار في جمادى الأول سنة ثنتين من الهجرة فأتت به أمه تحمله إلى النبي فحنكه وبشرها بأنه يعيش حميدا ويقتل شهيدا ويدخل الجنة. كان النعمان ذا منزلة من معاوية رضي الله عنهما وكان معاوية يقول: يا معشر الأنصار تستبطئونني وما صحبني منكم إلا النعمان بن بشير وقد رأيتم ما صنعت به وكان ولاه الكوفة وأكرمه. وبعد موت يزيد بن معاوية بايع النعمان لابن الزبير فتنكر له أهل حمص, فخرج هاربًا فتبعه خالد بن خليّ الكلاعي فقتله سنة خمس وستين للهجرة.
تعليقات
إرسال تعليق