مُخْتَصَر صَحِيحُ الإِمَامِ البُخَارِي (رَحمَهُ الله تَعَالى) 11 - كتَابُ الجمُعة
بسم الله الرحمن الرحيم
11 - كتَابُ الجمُعة
1 - باب فرْضِ الجُمُعةِ لقولِ الله تعالى: {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}
447 - عن أبيْ هريرةَ رضي الله عنه أنهُ سمعَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ:
"نحْنُ الآخِرونَ السابِقونَ يومَ القيامةِ، بَيْدَ أنَّهم (وفي طريقٍ: بَيْدَ كلُّ أمةٍ 4/ 153) أُوتُوا الكتابَ منْ قَبلِنا، [وأُوتيناه من بعدِهم 1/ 216]، ثم هذا يومُهمُ الذي فُرضَ عليهِم، فاختلَفُوا فيهِ، فهَدانا الله لهُ، فالناسُ لَنا فيهِ تَبَعٌ؛ اليهودُ غداً، والنَّصارى بعدَ غدٍ". [فسكتَ، ثم قالَ:
" [144 - لله تعالى] حقٌّ على كلِّ مسلمٍ أن يغتَسِلَ في كل سبعةِ أيامٍ يوماً، يغسل فيه رأسَه وجسدَه 1/ 216] ".
2 - باب فضلِ الغُسلِ يومَ الجُمُعةِ، وهل على الصبيِّ شهودُ يومِ الجُمُعةِ، أوْ على النساءِ
448 - عن عبدِ الله بن عمَرَ رضي الله عنهما أنَّ (ومن طريقٍ أخرى عنه قال: سمعت 1/ 215) رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -[يخطب على المِنبر فـ 1/ 220] قالَ:
"إِذا جاءَ أحدُكم الجُمُعةَ فليغتسِلْ".
449 - عن ابنِ عُمَرَ أَنَّ عُمَرَ بن الخطابِ بينَما هوَ قائمٌ في الخُطبةِ يومَ الجُمعةِ؛ إذْ دخَلَ رَجلٌ منَ المهاجرينَ الأوَّلينَ (1)، منْ أصحابِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فناداهُ عُمَرُ: أيةُ ساعةٍ هذِه؟ قالَ: إِني شُغلتُ فلَم أَنقلِبْ إِلى أهلي، حتى سمعتُ التَّأذينَ، فلَمْ أَزِدْ أنْ توضَّأتُ، فقالَ: والوُضوءَ أيضاً، وقد عَلِمتَ أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كانَ يأمُرُ بالغُسلِ؟!
3 - باب الطِّيبِ لِلْجُمُعةِ
450 - عن عَمْروِ بنِ سُلَيْمٍ الأنصاريُّ قالَ: أَشهدُ على أبي سعيدٍ قالَ: أَشهدُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قالَ:
"الغُسلُ (وفي طريقٍ: غُسلُ) يوم الجُمُعةِ واجبٌ على كلِّ محتلِمٍ (2)، وأنْ يَسْتَنَّ (3)، وأنْ يَمَسَّ طِيباً إِنْ وجَدَ".
قالَ عَمْرٌو: أما الغُسلُ فأَشهدُ أنهُ واجبٌ. وأمَّا الاستِنانُ والطِّيبُ، فالله أَعلمُ أَواجبٌ هوَ أم لا؟ ولكنْ هكذا في الحديثِ.
4 - باب فضلِ الجُمُعةِ
451 - عن أبي هريرةَ رضي الله عنه أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قالَ:
"مَنِ اغتسَلَ يومَ الجُمُعَةِ غُسْلَ الجَنابةِ، ثم راحَ؛ فكأَنَّما قرَّبَ بدنَةً، ومَن راحَ في الساعةِ الثانيةِ، فكأنَّما قرَّبَ بقرَةً، ومَن راحَ في الساعةِ الثالثةِ، فكأنَّما قرَّبَ كَبشاً أَقْرَنَ، ومَن راحَ في الساعةِ الرابعةِ، فكأنَّما قرَّب دَجاجةً، ومَن راحَ في الساعةِ الخامسةِ، فكأَنَّما قرَّب بيْضةً، فإذا خرَجَ الإِمامُ، حضَرَتِ الملائكةُ يَستمِعونَ الذِّكرَ".
453 - عن سَلْمان الفارسيِّ قالَ: قالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -:
"لا يَغتسِلُ رجُلٌ يومَ الجُمعةِ، ويتطهَّرُ ما استطاعَ منْ طُهْرٍ، ويدَّهِنُ منْ دُهنِهِ، أو يَمسُّ منْ طِيبِ بيتِهِ ثم يخرج (وفي روايةٍ: ثم راح 1/ 218) فلا يفرِّقُ بينَ اثنيْنِ، ثم يصَلي ما كُتِبَ لهُ، ثم يُنصِتُ إذا تكلَّمَ الإمامُ، إلا غُفِرَ لهُ ما بيْنَه وبيْنَ الجُمُعةِ الأخرى".
454 - عن طاوسٍ قالَ: قلتُ لابنِ عباسٍ: ذكَروا أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ:
"اغتسِلوا يومَ الجُمُعةِ، واغسِلوا رُؤوسَكم، وإنْ لم تكُونوا جُنُباً، وأَصِيبوا منَ الطِّيبِ؟ ".
145 - وقالَ أبو سعيدٍ عنِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "يَسْتَنُّ".
456 - عن أبي هريرةَ رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قالَ:
"لوْلا أن أَشُقَّ على أُمَّتي، أوْ على الناسِ؛ لأَمَرتهُم بالسّواكِ معَ كلِّ صلاةٍ".
457 - عن أَنسٍ قالَ: قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:
"أَكْثَرتُ عليكم في السِّواكِ".
9 - باب مَن تسَوَّكَ بسِواكِ غيْرهِ
(قلت: أسند فيه طرفاً من حديث عائشة الآتي في آخر "ج 3/ 64 - المغازي").
10 - باب ما يُقرَأُ في صلاةِ الفجرِ يومَ الجُمُعةِ
458 - عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قالَ:
كانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يقرأُ في الْفَجرِ يوْمَ الجُمعةِ {الم تَنْزِيلُ} وَ {هَلْ أَتى عَلى الإنْسانِ}.
11 - باب الجمُعةِ في القُرَى والمدُنِ
172 - وقالَ عَطاءٌ: إِذا كُنتَ في قَرْيةٍ جامعةٍ فنُودِيَ بالصلاةِ منْ يوْمِ الجُمُعةِ، فحَقٌّ عليكَ أنْ تَشهَدَها، سمِعتَ الندَاءَ أوْ لم تسمعْهُ.
173 - وكانَ أنس رضي الله عنه في قَصرِهِ أحياناً يُجمِّعُ (7)، وأحيانأ لا يُجمِّعُ. وهو بـ
____________144 - هذه الزيادة معلقة عند المصنف، وقد وصلها الطحاوي والبيهقي.
(1) وهو عثمان بن عفان رضي الله عنه كما يأتي في التعليق على الحديث (452).
(2) أي: بالغ. وانما ذكر الاحتلام لكونه الغالب.
(3) أي: يدلك أسنانه بالسواك.
(4) هو عثمان بن عفان كما في رواية مسلم (3/ 3)، ويؤيده ما مضى في حديث ابن عمر (449) أنه رجل من المهاجرين الأولين.
(5) أي: من حرَير.
(6) اسمه عثمان بن حكيم، وكان أخا عمر رضي الله عنه من أمه، وأمهما خيثمة بنت هشام بن المغيرة؛ كما في "الفتح".
145 - هذا طرف من حديثه المتقدم موصولاً برقم (450).
146 - وصله الذهلي عن أبي صالح كاتب الليث، عن الليث، عن يونس، ووصله المصنف هنا من طريق ابن المبارك: أخبرنا يونس به مختصراً جداً، لم يذكر منه سوى قوله "كلكم راعٍ"، ووصله أيضاً في "الوصايا" (3/ 189)، "والاستقراض" (3/ 78 و 88) من طريقٍ أخرى عن الزهري به. وأخرجه في "العتق" (3/ 125)، وفي "النكاح" (6/ 146) من طريق نافع عنه نحوه. وسيأتي إن شاء الله تعالى في "ج 2/ 43 - الاستقراض/20 - باب"، وهو من طريق شعيب عن الزهري قال: أخبرني سالم بن عبد الله بتمامه.
11 - كتَابُ الجمُعة
1 - باب فرْضِ الجُمُعةِ لقولِ الله تعالى: {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}
447 - عن أبيْ هريرةَ رضي الله عنه أنهُ سمعَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ:
"نحْنُ الآخِرونَ السابِقونَ يومَ القيامةِ، بَيْدَ أنَّهم (وفي طريقٍ: بَيْدَ كلُّ أمةٍ 4/ 153) أُوتُوا الكتابَ منْ قَبلِنا، [وأُوتيناه من بعدِهم 1/ 216]، ثم هذا يومُهمُ الذي فُرضَ عليهِم، فاختلَفُوا فيهِ، فهَدانا الله لهُ، فالناسُ لَنا فيهِ تَبَعٌ؛ اليهودُ غداً، والنَّصارى بعدَ غدٍ". [فسكتَ، ثم قالَ:
" [144 - لله تعالى] حقٌّ على كلِّ مسلمٍ أن يغتَسِلَ في كل سبعةِ أيامٍ يوماً، يغسل فيه رأسَه وجسدَه 1/ 216] ".
2 - باب فضلِ الغُسلِ يومَ الجُمُعةِ، وهل على الصبيِّ شهودُ يومِ الجُمُعةِ، أوْ على النساءِ
448 - عن عبدِ الله بن عمَرَ رضي الله عنهما أنَّ (ومن طريقٍ أخرى عنه قال: سمعت 1/ 215) رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -[يخطب على المِنبر فـ 1/ 220] قالَ:
"إِذا جاءَ أحدُكم الجُمُعةَ فليغتسِلْ".
449 - عن ابنِ عُمَرَ أَنَّ عُمَرَ بن الخطابِ بينَما هوَ قائمٌ في الخُطبةِ يومَ الجُمعةِ؛ إذْ دخَلَ رَجلٌ منَ المهاجرينَ الأوَّلينَ (1)، منْ أصحابِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فناداهُ عُمَرُ: أيةُ ساعةٍ هذِه؟ قالَ: إِني شُغلتُ فلَم أَنقلِبْ إِلى أهلي، حتى سمعتُ التَّأذينَ، فلَمْ أَزِدْ أنْ توضَّأتُ، فقالَ: والوُضوءَ أيضاً، وقد عَلِمتَ أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كانَ يأمُرُ بالغُسلِ؟!
3 - باب الطِّيبِ لِلْجُمُعةِ
450 - عن عَمْروِ بنِ سُلَيْمٍ الأنصاريُّ قالَ: أَشهدُ على أبي سعيدٍ قالَ: أَشهدُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قالَ:
"الغُسلُ (وفي طريقٍ: غُسلُ) يوم الجُمُعةِ واجبٌ على كلِّ محتلِمٍ (2)، وأنْ يَسْتَنَّ (3)، وأنْ يَمَسَّ طِيباً إِنْ وجَدَ".
قالَ عَمْرٌو: أما الغُسلُ فأَشهدُ أنهُ واجبٌ. وأمَّا الاستِنانُ والطِّيبُ، فالله أَعلمُ أَواجبٌ هوَ أم لا؟ ولكنْ هكذا في الحديثِ.
4 - باب فضلِ الجُمُعةِ
451 - عن أبي هريرةَ رضي الله عنه أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قالَ:
"مَنِ اغتسَلَ يومَ الجُمُعَةِ غُسْلَ الجَنابةِ، ثم راحَ؛ فكأَنَّما قرَّبَ بدنَةً، ومَن راحَ في الساعةِ الثانيةِ، فكأنَّما قرَّبَ بقرَةً، ومَن راحَ في الساعةِ الثالثةِ، فكأنَّما قرَّبَ كَبشاً أَقْرَنَ، ومَن راحَ في الساعةِ الرابعةِ، فكأنَّما قرَّب دَجاجةً، ومَن راحَ في الساعةِ الخامسةِ، فكأَنَّما قرَّب بيْضةً، فإذا خرَجَ الإِمامُ، حضَرَتِ الملائكةُ يَستمِعونَ الذِّكرَ".
5 - باب
452 - عن أبي هريرةَ أنَّ عُمَرَ رضي الله عنه بينَما هوَ يخطُبُ يومَ الجُمُعَة، إذْ دخلَ رجُلٌ (4)، فقال عُمَرُ: لِمَ تَحتبِسُونَ عنِ الصلاةِ؟ فقالَ الرَّجلُ: ما هوَ إلاَّ أَنْ سمِعتُ النداءَ فتوضَّأتُ، فقالَ: ألمْ تسمَعوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: "إذا راحَ أحدُكم إلى الجُمُعَةِ فليغتسِلْ"؟
6 - باب الدُّهنِ لِلجُمُعةِ
6 - باب الدُّهنِ لِلجُمُعةِ
453 - عن سَلْمان الفارسيِّ قالَ: قالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -:
"لا يَغتسِلُ رجُلٌ يومَ الجُمعةِ، ويتطهَّرُ ما استطاعَ منْ طُهْرٍ، ويدَّهِنُ منْ دُهنِهِ، أو يَمسُّ منْ طِيبِ بيتِهِ ثم يخرج (وفي روايةٍ: ثم راح 1/ 218) فلا يفرِّقُ بينَ اثنيْنِ، ثم يصَلي ما كُتِبَ لهُ، ثم يُنصِتُ إذا تكلَّمَ الإمامُ، إلا غُفِرَ لهُ ما بيْنَه وبيْنَ الجُمُعةِ الأخرى".
454 - عن طاوسٍ قالَ: قلتُ لابنِ عباسٍ: ذكَروا أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ:
"اغتسِلوا يومَ الجُمُعةِ، واغسِلوا رُؤوسَكم، وإنْ لم تكُونوا جُنُباً، وأَصِيبوا منَ الطِّيبِ؟ ".
قالَ ابنُ عباسٍ: أمَّا الغُسلُ فنَعَمْ، وأمَّا الطِّيبُ فلا أَدْري. (وفي روايةٍ: فقلْتُ لابنِ عباسٍ: أَيَمسُّ طِيباً أو دُهناً إن كانَ عند أهلِهِ؟ فقالَ: لا أَعْلَمُهُ).
7 - باب يَلْبَسُ أَحسنَ ما يَجدُ
7 - باب يَلْبَسُ أَحسنَ ما يَجدُ
455 - عن عبدِ الله بن عُمر: أن عُمَرَ بنَ الخطاب رضي الله عنه رأَى حُلَّةً سِيَراءَ (5) (وفي طريقٍ أُخرى: جُبَّةً من إستبرقٍ [على رجُلٍ 3/ 142] تباع في السوقِ 2/ 2) عند باب المسجد، [قال يحيى بن أبي إِسحاق: قال لي سالم بن عبدِ الله: ما الإستبرقُ؟ قلت: ما غَلُظَ من الديباجِ، وخَشُنَ منه 7/ 92]، [فأخذها، فأتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -]، فقالَ: يا رسولَ الله! لو اشتريتَ هذه فلبِستَها يومَ الجمعةِ وللوفدِ (وفي الأخرى: ابْتَعْ هذه، تَجَمَّلْ بها للعيد والوفود) إِذا قدِموا عليكَ، فقال:
"إِنما يَلْبَس هذه من لا خلاق له في الآخرةِ"، [فلبِثَ عُمر ما شاءَ الله أن يَلْبَثَ]، ثم جاءت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - منها حُلل، فأعطى (وفي روايةٍ: ثم أرْسَلَ إِلى 4/ 32) عُمر بن الخطاب رضي الله عنه منها حُلَّةً [سيراءَ حريرٍ 7/ 46] (وفي الأخرى: جبةً من ديباج)، فقال عمر: يا رسول الله [أ 3/ 140] كسوتنيها؛ وقد قلتَ في حلة عُطارِدٍ ما قلت؟ قالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"إني لم أكْسُكَهَا (وفي الأخرى: لم أُرسِلْ بها إليكَ) لِتَلْبَسها، [إنما بعثت إليك لتستمتع بها. يعني تَبِيعها 16/ 3 - 17] [أو تَكسُوَها]، وتصيبَ بها حاجتَكَ". فكساها عُمر بن الخطاب رضي الله عنه أخاً له بمكة مشركاً. (وفي طريقٍ: فأرسل بها عُمر إلى أخٍ له (6) من أهل مكة قبل أن يسلم 3/ 142)، [فكان ابن عُمر يكره الْعَلَم في الثوب لهذا الحديث".
"إِنما يَلْبَس هذه من لا خلاق له في الآخرةِ"، [فلبِثَ عُمر ما شاءَ الله أن يَلْبَثَ]، ثم جاءت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - منها حُلل، فأعطى (وفي روايةٍ: ثم أرْسَلَ إِلى 4/ 32) عُمر بن الخطاب رضي الله عنه منها حُلَّةً [سيراءَ حريرٍ 7/ 46] (وفي الأخرى: جبةً من ديباج)، فقال عمر: يا رسول الله [أ 3/ 140] كسوتنيها؛ وقد قلتَ في حلة عُطارِدٍ ما قلت؟ قالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"إني لم أكْسُكَهَا (وفي الأخرى: لم أُرسِلْ بها إليكَ) لِتَلْبَسها، [إنما بعثت إليك لتستمتع بها. يعني تَبِيعها 16/ 3 - 17] [أو تَكسُوَها]، وتصيبَ بها حاجتَكَ". فكساها عُمر بن الخطاب رضي الله عنه أخاً له بمكة مشركاً. (وفي طريقٍ: فأرسل بها عُمر إلى أخٍ له (6) من أهل مكة قبل أن يسلم 3/ 142)، [فكان ابن عُمر يكره الْعَلَم في الثوب لهذا الحديث".
8 - باب السِّواكِ يومَ الجُمُعَةِ
145 - وقالَ أبو سعيدٍ عنِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "يَسْتَنُّ".
456 - عن أبي هريرةَ رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قالَ:
"لوْلا أن أَشُقَّ على أُمَّتي، أوْ على الناسِ؛ لأَمَرتهُم بالسّواكِ معَ كلِّ صلاةٍ".
457 - عن أَنسٍ قالَ: قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:
"أَكْثَرتُ عليكم في السِّواكِ".
9 - باب مَن تسَوَّكَ بسِواكِ غيْرهِ
(قلت: أسند فيه طرفاً من حديث عائشة الآتي في آخر "ج 3/ 64 - المغازي").
10 - باب ما يُقرَأُ في صلاةِ الفجرِ يومَ الجُمُعةِ
458 - عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قالَ:
كانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يقرأُ في الْفَجرِ يوْمَ الجُمعةِ {الم تَنْزِيلُ} وَ {هَلْ أَتى عَلى الإنْسانِ}.
11 - باب الجمُعةِ في القُرَى والمدُنِ
459 - عن ابنِ عباسٍ أنهُ قالَ: إِنَّ أوَّلَ جُمعةٍ جُمِّعتْ بعدَ جُمعةٍ [جمِّعتْ 5/ 117] في مَسجدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - في مسجِد عبدِ الْقَيْسِ بـ (جوَاثَى). [يعني قريةً] منَ الْبَحْرَينِ.
146 - قالَ يُونُس: كتَبَ رُزَيْقُ بنُ حُكَيْمٍ إِلى ابنِ شهابٍ وأناَ معهُ يومَئذٍ بِوادي الْقُرَى:
هلْ تَرى أنْ أُجمِّعَ ورُزيقٌ عاملٌ على أرضٍ يعمَلها وفيها جماعةٌ من السُّودانِ وغيْرِهِم؟ ورُزَيْقٌ يومَئذٍ على أَيْلَةَ. فكتَبَ ابنُ شِهابٍ وأناَ أَسمعُ يأمُرُهُ أنْ يُجمِّعَ، يُخْبرُهُ أن سالماً حدَّثَهُ أنَّ عبدَ الله ابنَ عُمَرَ يقولُ: سمِعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ:
"كلُّكم راعٍ، وكلُّكُم مسؤُولٌ عنْ رَعِيَّتِهِ، الإمامُ راعٍ، ومسؤُولٌ عن رعيَّتِهِ، والرجلُ راعٍ في أهلِهِ، وهو مسؤُولٌ عن رعيَّتِهِ، والمرأةُ راعيَةٌ في بَيْتِ زَوْجِها، ومسؤُولةٌ عنْ رَعِيَّتِها، والخادِمُ راعٍ في مالِ سيِّده، ومسؤُولٌ عَن رَعيَّتِهِ،- قالَ: وحسِبْتُ أنْ قدْ قالَ:- والرَّجلُ راعٍ في مالِ أبيهِ، ومسؤوُلٌ عنْ رَعِيَّتِهِ، وكلُّكُم راعٍ ومسؤُولٌ عنْ رَعيَّتِهِ".
(قلت: أسند فيه طرفاً من حديث ابن عمر هذا الآتي في "ج 2/ 43 - الاستقراض/20 - باب").
12 - باب هل على مَن لم يَشهدِ الجُمُعةَ غسْلٌ منَ النساءِ والصِّبيانِ وغيْرِهم؟
146 - قالَ يُونُس: كتَبَ رُزَيْقُ بنُ حُكَيْمٍ إِلى ابنِ شهابٍ وأناَ معهُ يومَئذٍ بِوادي الْقُرَى:
هلْ تَرى أنْ أُجمِّعَ ورُزيقٌ عاملٌ على أرضٍ يعمَلها وفيها جماعةٌ من السُّودانِ وغيْرِهِم؟ ورُزَيْقٌ يومَئذٍ على أَيْلَةَ. فكتَبَ ابنُ شِهابٍ وأناَ أَسمعُ يأمُرُهُ أنْ يُجمِّعَ، يُخْبرُهُ أن سالماً حدَّثَهُ أنَّ عبدَ الله ابنَ عُمَرَ يقولُ: سمِعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ:
"كلُّكم راعٍ، وكلُّكُم مسؤُولٌ عنْ رَعِيَّتِهِ، الإمامُ راعٍ، ومسؤُولٌ عن رعيَّتِهِ، والرجلُ راعٍ في أهلِهِ، وهو مسؤُولٌ عن رعيَّتِهِ، والمرأةُ راعيَةٌ في بَيْتِ زَوْجِها، ومسؤُولةٌ عنْ رَعِيَّتِها، والخادِمُ راعٍ في مالِ سيِّده، ومسؤُولٌ عَن رَعيَّتِهِ،- قالَ: وحسِبْتُ أنْ قدْ قالَ:- والرَّجلُ راعٍ في مالِ أبيهِ، ومسؤوُلٌ عنْ رَعِيَّتِهِ، وكلُّكُم راعٍ ومسؤُولٌ عنْ رَعيَّتِهِ".
(قلت: أسند فيه طرفاً من حديث ابن عمر هذا الآتي في "ج 2/ 43 - الاستقراض/20 - باب").
12 - باب هل على مَن لم يَشهدِ الجُمُعةَ غسْلٌ منَ النساءِ والصِّبيانِ وغيْرِهم؟
171 - وقالَ ابنُ عُمَرَ: إِنَّما الْغُسْلُ على مَن تَجِبُ عليْهِ الجُمُعةُ.
460 - عن ابنِ عُمَرَ قالَ: كانتِ امرأةٌ لِعُمَرَ تَشهَدُ صلاةَ الصُّبحِ والْعِشاءِ في الجماعةِ في المسجدِ، فقيلَ لها: لِمَ تخرُجينَ وقدْ تَعلَمينَ أنَّ عُمَرَ يَكرَهُ ذلكَ ويَغارُ؟ قالتْ: وما يَمنَعُهُ أنْ يَنهاني؟ قالَ: يَمنَعُهُ قوْلُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -:
"لا تَمنَعوا إِماءَ الله مساجدَ الله".
13 - باب الرُّخصةِ إِنْ لم يَحضُرِ الجُمُعةَ، في المطَرِ
460 - عن ابنِ عُمَرَ قالَ: كانتِ امرأةٌ لِعُمَرَ تَشهَدُ صلاةَ الصُّبحِ والْعِشاءِ في الجماعةِ في المسجدِ، فقيلَ لها: لِمَ تخرُجينَ وقدْ تَعلَمينَ أنَّ عُمَرَ يَكرَهُ ذلكَ ويَغارُ؟ قالتْ: وما يَمنَعُهُ أنْ يَنهاني؟ قالَ: يَمنَعُهُ قوْلُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -:
"لا تَمنَعوا إِماءَ الله مساجدَ الله".
13 - باب الرُّخصةِ إِنْ لم يَحضُرِ الجُمُعةَ، في المطَرِ
(قلت: أسند فيه حديث ابن عباس المتقدم برقم 328).
14 - باب من أَين تُؤتَى الجُمُعةُ، وعلى مَن تَجِبُ، لِقوْلِ الله تعالى: {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ}
14 - باب من أَين تُؤتَى الجُمُعةُ، وعلى مَن تَجِبُ، لِقوْلِ الله تعالى: {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ}
172 - وقالَ عَطاءٌ: إِذا كُنتَ في قَرْيةٍ جامعةٍ فنُودِيَ بالصلاةِ منْ يوْمِ الجُمُعةِ، فحَقٌّ عليكَ أنْ تَشهَدَها، سمِعتَ الندَاءَ أوْ لم تسمعْهُ.
173 - وكانَ أنس رضي الله عنه في قَصرِهِ أحياناً يُجمِّعُ (7)، وأحيانأ لا يُجمِّعُ. وهو بـ
(الزَّاويةِ) على فَرسَخَيْنِ.
(1) وهو عثمان بن عفان رضي الله عنه كما يأتي في التعليق على الحديث (452).
(2) أي: بالغ. وانما ذكر الاحتلام لكونه الغالب.
(3) أي: يدلك أسنانه بالسواك.
(4) هو عثمان بن عفان كما في رواية مسلم (3/ 3)، ويؤيده ما مضى في حديث ابن عمر (449) أنه رجل من المهاجرين الأولين.
(5) أي: من حرَير.
(6) اسمه عثمان بن حكيم، وكان أخا عمر رضي الله عنه من أمه، وأمهما خيثمة بنت هشام بن المغيرة؛ كما في "الفتح".
145 - هذا طرف من حديثه المتقدم موصولاً برقم (450).
146 - وصله الذهلي عن أبي صالح كاتب الليث، عن الليث، عن يونس، ووصله المصنف هنا من طريق ابن المبارك: أخبرنا يونس به مختصراً جداً، لم يذكر منه سوى قوله "كلكم راعٍ"، ووصله أيضاً في "الوصايا" (3/ 189)، "والاستقراض" (3/ 78 و 88) من طريقٍ أخرى عن الزهري به. وأخرجه في "العتق" (3/ 125)، وفي "النكاح" (6/ 146) من طريق نافع عنه نحوه. وسيأتي إن شاء الله تعالى في "ج 2/ 43 - الاستقراض/20 - باب"، وهو من طريق شعيب عن الزهري قال: أخبرني سالم بن عبد الله بتمامه.
171 - وصله عنه البيهقي في "سننه" (3/ 175) بسند حسن، وصححه الحافظ في "الفتح"، ثم رواه البيهقي (3/ 188) من طريقٍ أخرى عنه مرفوعاً بلفظ: "من أتى الجمعة من الرجال والنساء فليغتسل، ومن لم يأتها فليس عليه غسلٌ من الرجال والنساء". لكن في إسناده ضعف، وفي متنه نكارة كما بينته في "الأحاديث الضعيفة" (3958).
172 - وصله عبد الرزاق في"المصنف" (3/ 168/5179) بسندٍ صحيح عنه.
173 - وصله مسدد في "مسنده الكبير" عن أبي عوانة عن حميد به.
(7) أي: يصلي بمن معه الجمعة أو يشهد الجمعة بجامع البصرة، قوله "وهو" أي: القصر. و (الزاوية) موضع بظاهر البصرة على فرسخين منها.
_______________________مُخْتَصَر
صَحِيحُ الإِمَامِ البُخَارِي (رَحمَهُ الله تَعَالى)للعَلَّامَة المحَدِّث
محَمَّد نَاصِر الدِّين الأَلبَاني
رَحمَهُ الله تَعَالى
الطّبعَة الشَّرعيَّة الوَحيدَة
المجَلّد الأوّل
مكتَبة المَعارف للنَّشْر والتوزيع
لِصَاحبهَا سَعد بن عَبْد الرحمن الراشِد
الريَاضالمكتبة الشاملة
173 - وصله مسدد في "مسنده الكبير" عن أبي عوانة عن حميد به.
(7) أي: يصلي بمن معه الجمعة أو يشهد الجمعة بجامع البصرة، قوله "وهو" أي: القصر. و (الزاوية) موضع بظاهر البصرة على فرسخين منها.
_______________________مُخْتَصَر
صَحِيحُ الإِمَامِ البُخَارِي (رَحمَهُ الله تَعَالى)للعَلَّامَة المحَدِّث
محَمَّد نَاصِر الدِّين الأَلبَاني
رَحمَهُ الله تَعَالى
الطّبعَة الشَّرعيَّة الوَحيدَة
المجَلّد الأوّل
مكتَبة المَعارف للنَّشْر والتوزيع
لِصَاحبهَا سَعد بن عَبْد الرحمن الراشِد
الريَاضالمكتبة الشاملة
تعليقات
إرسال تعليق