الحديث التاسع

الحديث التاسع:

عن أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم، فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم" متفق عليه.



   



المفردات:
فاجتنبوه : ابتعدوا عنه، 
استطعتم : أطقتم، 
من قبلكممن الأمم السابقة، 
واختلافهم على أنبيائهم: مخالفتهم لأنبيائهم.

الفوائد:
(1) الأمر بامتثال الأوامر واجتناب النواهي.
(2) إن النهى أشد من الأمر لأن النهى لم يرخص كما ارتكاب شيء منه والأمر قيد بالاستطاعة.
(3) إن العاجز عن الواجب أو بعضه يسقط عنه ما عجز عنه, {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا} .
(4) النهي عن كثرة إيراد المسائل على جهة التعنت والتكلف وإثارة الفتن من المغيبات أو المشتبهات، أما السؤال عما يقع بالإنسان في أمر دينه أو دنياه فيجب السؤال عنه.
(5) تحذير هذه الأمة من مخالفتها لنبيها كما وقع للأمم التي قبلها فيهلكوا كما هلكوا.

الموجز:
هذا الحديث قاعدة من قواعد الدين ومن جوامع الكلم، فالرسول صلى الله عليه وسلم دلنا على أنه إذا نهانا عن شيء وجب علينا اجتنابه جملة واحدة بدون استثناء، وإذا أمرنا بشيء فلنأت منه ما نطيق ولم يكلفنا بشيء نعجز عنه وهذا من سماحة الدين ويسره حيث إن الله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها، ثم أشار إلى شيء كالمثل عظة لنا بأن لا نكون كبعض الأمم السابقة حينما أكثروا من الأسئلة على أنبيائهم مع مخالفتهم لهم عاقبهم الله بأنواع من الهلاك والدمار فلا نكون مثلهم فنهلك كما هلكوا {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} .

شعر:
صبرا جميلا ما أقرب الفرجا ... من راقب الله في الأمور نجا
من صدق لم ينله أذا ... ومن رجاه يكون حيث رجا

_____________
الأحاديث الأربعين النووية مع ما زاد عليها ابن رجب وعليها الشرح الموجز المفيد المؤلف عبد الله بن صالح المحسن رحمه الله تعالي المدرس بالجامعة الإسلامية- المدينة المنورة

تقريظ حماد بن محمد الأنصاري رحمه الله تعالي المدرس بالجامعة الإسلامية- المدينة المنورة الشاملة
________________________
التعريف براوي الحديث :
أبو هريرة هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي، وكان يعرف بالجاهلية باسم عبد شمس بن صخر، وعرف بأبي هريرة لأنه كان يرعى الأغنام وهو صغير مع هرته الصغيرة التي كان يحتفظ بها في الشجر ليلاً، حيث كان يعطف عليها، ويرعاها، ويطعمها، ولد في عام 19هـ في قبيلة دوس، وأسلم في السنة السابعة من الهجرة عندما كان في الثامنة والعشرين من العمر، كان أبو هريرة [ رضي الله عنه ] شديد الفقر، حيث كان يربط على بطنه حجراً من شدة الجوع، وفي أحد الأيام خرج وهو جائع، فمر به أبو بكر، فسأله أبو هريرة [ رضي الله عنهما ] عن تفسير آية ما، ففسرها له، وانصرف، علماً بأن أبا هريرة يعرف تفسيرها، إلا أنه أراد منه أن يصطحبه لبيته ليطعمه، فمر عليه عمر بن الخطاب [ رضي الله عنه ]، وفعل معه كما فعل مع أبي بكر، إلا أنه رد عليه كما رد أبي بكر، وانصرف، فمر على رسول الله، فعلم ما يرد، وأخذه إلى بيته، فوجد لبناً في قدح، فقال: من أين لكم هذا؟ قيل: أرسل به إليك. فقال النبي [ صلى الله عليه وسلم ]: أبا هريرة، انطلق إلى أهل الصفة؛ فادعهم، فحزن أبو هريرة، وقال في نفسه: كنت أرجو أن أشرب من اللبن شربة أتقوى بها بقية يومي وليلتي، ثم قال في نفسه: لا بد من تنفيذ أمر الرسول [ صلى الله عليه وسلم ]، وذهب إلى المسجد، ونادى على أهل الصفة، فجاءوا، فقال في نفسه: إذا شرب كل هؤلاء ماذا يبقى لي في القدح، فأتوا معه إلى بيت النبي [صلى الله عليه وسلم ]، فقال له النبي [صلى الله عليه وسلم ] : أبا هر، خذ فأعطهم، فقام أبو هريرة يدور عليهم بقدح اللبن يشرب الرجل منهم حتى يروى ويشبع، ثم يعطيه لمن بعده فيشرب حتى يشبع، حتى شرب آخرهم، ولم يبق في القدح إلا شيء يسير، فرفع النبي [صلى الله عليه وسلم ] رأسه وهو يبتسم وقال: أبا هر قلت: لبيك يا رسول الله، قال: بقيت أنا وأنت قلت: صدقت يا رسول الله، فقال الرسول [صلى الله عليه وسلم ] : فاقعد فاشرب، قال أبو هريرة[ رضي الله عنه ]: فقعدت فشربت، فقال: اشرب. فشربت، فما زال النبي [ صلى الله عليه وسلم ] يقول لي اشرب فأشرب حتى قلت: والذي بعثك بالحق ما أجد له مساغًا، فقال النبي [صلى الله عليه وسلم ] : ناولني القدح فأخذ النبي [صلى الله عليه وسلم ] القدح فشرب من الفضلة [ صحيح البخاري].
(منقول




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة