الترغيب في الصلاة في المسجد الحرام ومسجد المدينة، وبيت المقدس وقباء

14 - (الترغيب في الصلاة في المسجد الحرام ومسجد المدينة، وبيت المقدس وقباء).
1171 - (1) [صحيح] عن ابن عمر رضي الله عنهما؛ أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:
"صلاةٌ في مسجدي هذا، أفضل من أَلف صلاةٍ فيما سواه؛ إلا المسجد الحرامَ" (1).
رواه مسلم والنسائي وابن ماجه.

1172 - (2) [صحيح] وعن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"صلاةٌ في مسجدي هذا، أفضلُ من أَلفِ صلاةٍ فيما سواه من المساجد؛ إلا المسجدَ الحرام، وصلاةٌ في المسجد الحرامِ، أَفضلُ من مئةِ صلاةٍ في هذا".
رواه أحمد، وابن خزيمة، وابن حبان في "صحيحه"، وزاد:
"يعني: في مسجد المدينة".
[صحيح] والبزار، ولفظه: أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:
"صلاةٌ في مسجدي هذا؛ أَفضلُ من ألفِ صلاةٍ فيما سواه من المساجد؛ إلا المسجدَ الحرام؛ فإنه يزيدُ عليه مئةَ صلاةٍ".
وإسناده صحيح أيضاً.

1173 - (3) [صحيح] وعن جابر رضي الله عنه؛ أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:
"صلاةٌ في مسجدي، أفضلُ من ألفِ صلاةٍ فيما سواه؛ إلا المسجدَ الحرامِ، وصلاةٌ في المسجدِ الحرامِ، أفضل من مئةِ ألف صلاةٍ فيما سواه".
رواه أحمد وابن ماجه بإسنادين صحيحين (2).

1174 - (4) [صحيح] وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:
"صلاةٌ في مسجدي هذا، خيرٌ من ألفِ صلاةٍ فيما سواه؛ إلا المسجدَ الحرامَ".
رواه البخاري -واللفظ له-، ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه.

1175 - (5) [صحيح لغيره] وروى البزار عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"أنا خاتمُ الأنبياءِ، ومسجدي خاتمُ مساجدِ الأنبياءِ.
أحقُّ المساجدِ أنَ يزارَ وتشدَّ إليه الرواحلُ: المسجدُ الحرام، ومسجدي.

وصلاةٌ في مسجدي أفضلُ من ألفِ صلاةٍ فيما سواهُ من المساجدِ؛ إلا المسجدَ الحرامَ".

1176 - (6) [صحيح] وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال:
دخلتُ على رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في بيتِ بعضِ نسائه فقلت: يا رسول الله! أيُّ المسجدين الذي أُسِّسَ على التقوى؟ فأَخذ كفاً من حصى فضرب به الأرض. ثم قال:
"هو مسجدُكم هذا" لمسجدِ المدينةِ.
رواه مسلم والترمذي، والنسائي، ولفظه: قال:
تمارى رجلان في المسجدِ الذي أُسِّسَ على التقوى من أَولِ يومٍ، فقال رجل: هو مسجدُ قباء، وقال رجلٌ: هو مسجدُ رسولِ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. فقال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"هو مسجدي هذا".

1177 - (7) [صحيح لغيره] وعن سهل بن سعد (3) رضي الله عنه قال:
اختلف رجلان في المسجد الذي أُسس على التقوى، فقال أحدُهما: هو مسجدُ المدينةِ. وقال الآخر: هو مسجدُ قباءَ. فأَتوا رسولَ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال:
"هو مسجدي هذا".
رواه ابن حبان في "صحيحه".

1178 - (8) [صحيح] وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:
"لما فرغَ سليمانُ بن داودَ عليهما السلام من بناءِ بيتِ المقدسِ، سأل الله عزَّ وجلَّ ثلاثاً: أَن يعطيهُ (4) حكماً يصادف حكمه (5)، ومُلكاً لا ينبغي لأحدٍ من بعدهِ، وأَنه لا يأتي هذا المسجدَ أحدٌ لا يريد إلا الصلاةَ فيه؛ إلا خرجَ من ذنوبهِ كيومِ ولدتْهُ أمُّه". فقال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"أَما ثِنتَينِ فقد أُعطيَهما، وأرجو أن يكون قد أُعطي الثالثة".
رواه أحمد والنسائي وابن ماجه، واللفظ له، وابن خزيمة وابن حبان في "صحيحيهما"، والحاكم أطول من هذا، وقال:
"صحيح على شرطهما، ولا علة له".

1179 - (9) [صحيح] وعن أبي ذر رضي الله عنه:
أَنه سأَلَ رسولَ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن الصلاةِ في بيتِ المقدسِ أفضلُ، أو في مسجدِ رسولِ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ فقال:
"صلاةٌ في مسجدي هذا، أفضلُ من أربعِ صلواتٍ فيه، ولنعمَ المصلى، هو أَرضُ المحشرِ والمنشر (6)، وليأتين على الناسِ زمانٌ ولَقِيدُ سوطِ -أو قال: قوسِ- الرجلِ حيث يَرى منه بيتَ المقدسِ؛ خيرٌ له أو أَحبُّ إليه من الدنيا جميعاً".
رواه البيهقي (7) بإسناد لا بأس به، وفي متنه غرابة.

1180 - (10) [صحيح لغيره] وعن أسيْد بن ظَهير الأنصاري رضي الله عنه -وكان من أصحاب النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -- يحدث عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ أنه قال:
"صلاةٌ في مسجد قُباء (8) كعمرة".
رواه الترمذي وابن ماجه والبيهقي، وقال الترمذي:
"حديث حسن غريب".
(قال الحافظ): "ولا نعرف لأسيد حديثاً صحيحاً غير هذا. والله أعلم". (9)

1181 - (11) [صحيح] وعن سهل بن حنيف رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"من تَطهَّر في بيته، ثم أَتى مسجدَ قباء، فصلى فيه صلاةً؛ كان له كأَجر عمرة".
رواه أحمد والنسائي، وابن ماجه واللفظ له، والحاكم، وقال: "صحيح الإسناد"، والبيهقي.

1182 - (12) [صحيح] وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
"كان النبيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يزورُ قباءَ، أَو يأَتي قباء راكباً وماشياً -زاد في رواية-:
"فيصلي فيه ركعتين".
رواه البخاري ومسلم.
[صحيح] وفي روايةٍ للبخاري والنسائي:
"أنَّ رسولَ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يأَتي مسجدَ قباءَ كلَّ سبتٍ راكباً وماشياً، وكان عبد الله يفعله".

1183 - (13) [صحيح موقوف] وعن عامر بن سعد وعائشة بنت سعد سمعا أباهما رضي الله عنه يقول:
لأَنْ أصليَ في مسجدِ قباءَ؛ أَحبَّ إليَّ من أنْ أصليَ في مسجدِ بيتِ المقدسِ.
رواه الحاكم وقال:
"إسناده صحيح على شرطهما".

1184 - (14) [حسن صحيح] وعن ابن عمر رضي الله عنهما:أنه شهد جنازةً بـ (الأوساط) في دارِ سعد بن عُبادة، فأقبلَ ماشياً إلى بني عمرو بن عوف بفناء الحارث بن الخزرج. فقيل له: أَين تؤم يا أبا عبد الرحمن؟ قال: أَؤمُّ هذا المسجد في بني عمرو بن عوف، فإني سمعت رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول:
"من صلي فيه كان كعدلِ عمرةٍ".
رواه ابن حبان في "صحيحه".

1185 - (15) [حسن] وعن جابر -يعني ابن عبد الله- رضي الله عنهما:
"أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دعا في مسجد الفتحِ ثلاثاً: يوم الاثنين، ويوم الثلاثاء، ويوم الأربعاء، فاستجيبَ له يومَ الَأربعاء بين الصلاتين، فعُرفَ البِشْرُ في وجهه".
قال جابر: فلم ينزلْ بي أمرٌ مهمٌّ غليظٌ إلا توخَّيتُ تلك الساعةَ، فأدعو فيها، فأَعرفُ الإجابةَ.
رواه أحمد والبزار وغيرهما، وإسناد أحمد جيد.

________(1) قلت: يعني: والصلاة فيه بمئة ألف صلاة كما في حديث ابن الزبير وجابر بعده. فهو نص قاطع على صحة ما ذهب إليه الجماهير أن مكة أفضل من المدينة.
(2) كذا قال. وإنما هو إسناد واحد صحيح. انظر "الإرواء" (4/ 341 - 342).
(3) كذا وقع في "صحيح ابن حبان" وغيره، وهو من رواية ربيعة بن عثمان عن عمران بن أبي أنس عنه، وهو شاذ، والمحفوظ من طرق عن عمران هذا عن أبي سعيد كما في الحديث الذي قبله. وقد شرحت هذا فيما علقته على "الإحسان" (3/ 66).
(4) ليس عند ابن ماجه -واللفظ له كما سيذكر المؤلف- قوله: "أن يعطيه"، ولا هو في شيء من المصادر الآتية، ولا في غيرها كالحاكم مثلاً (1/ 30 و2/ 434)، ومع ذلك زعم المعلقون الثلاثة أنها في مصادر التخريج، وليست فيها!
(5) أي: يوافق حكم الله، والمراد التوفيق للصواب في الاجتهاد، وفصل الخصومات بين الناس، وقوله: "وملكاً لا ينبغي" أي: لا يكون. ولعل مراده -والله أعلم- لا يكون لعظمه معجزة له، فيكون سبباً للإيمان والهداية، ولكونه ملكاً أراد أن تكون معجزته ما يناسب حاله.
(6) أي: يوم القيامة، والمراد أنه يكون الحشر إليه في قرب القيامة كما تدل عليه الأحاديث.
(7) لقد أبعد النجعة، فالحديث في "مستدرك الحاكم" (4/ 509)، وهو شيخ البيهقي، وصححه، ووافقه الذهبي. وأما المعلقون الثلاثة فعاكسوهما، ضعفوا الحديث بغير بينة كما هي عادتهم، والظاهر أنهم قلدوا بعض المعلقين على "مشكل الآثار" طبع المؤسسة. انظر "الصحيحة" (2902).
(8) بضم القاف، يقصر ويمد ويصرف ولا يصرف، وهو موضع بقرب مدينة النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من جهة الجنوب نحو ميلين، وقد اتصل البنيان الآن بينه وبين المدينة.
وقوله: "كعمرة"، أي: في الأجر والثواب، ويأتي في الباب أنه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يذهب إليه كل سبت راكباً وماشياً، وذلك مما يدل على فضله، ولكن ليس من المساجد الثلاثة التي تقصد بشد الرحال إليها.
(9) قلت: هذا من كلام الترمذي في حديث أسيد المذكور، لكن نسبه المصنف إلى نفسه، وهو عجيب. قاله الناجي (135/ 2).
_________________صَحِيحُ التَّرْغِيب وَالتَّرْهِيب
تأليف
محمد ناصر الدين الألباني
رحمه الله
مكتَبة المَعارف لِلنَشْرِ والتوزيْع
لِصَاحِبَهَا سَعد بن عَبْد الرحمن الراشِد الريَاض
المكتبة الشاملة 









تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة