20 - باب الأَذانِ يومَ الجُمعةِ ... ( الى ) ... 32 - باب من جاء والإمامُ يخطب صلى ركعتين خفيفتين

20 - باب الأَذانِ يومَ الجُمعةِ 
467 - عن السائبِ بنِ يزيد قالَ: كانَ النداءُ يوْمَ الجُمعة أوَّلُهُ إِذا جلسَ الإمامُ على المِنبرِ؛ على عهد النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وأبي بكرٍ، وعُمَرَ رضي الله عنهما، فلمَّا كانَ عثمانُ رضي الله عنه وكثُرَ الناسُ (وفي روايةٍ: أهلُ المدينةِ) زادَ (وفي روايةٍ: أمَرَ بـ 1/ 220) النداء الثالث (13) (وفي روايةٍ: الثاني) [فأُذِّن به] على الزَّوْراءِ، [فثَبَتَ الأمرُ على ذلك 1/ 220]. [ولم يكنْ للنبيِّ مؤذِّنٌ غيْرَ واحدٍ، وكانَ التأذينُ يوْمَ الجُمعةِ حينَ يجلِسُ الإمامُ. يعني على المِنبرِ].


21 - باب المؤذِّنِ الواحِد يومَ الجُمعةِ
(قلت: أسند فيه طرفاً من حديث السائب المتقدم آنفاً).


22 - باب يُجيبُ الإمامُ على المِنبرِ إِذا سَمعَ النداءَ
468 - عن أبي أُمامةَ بنِ سهْلِ بنِ حُنَيْفٍ قالَ: سمعتُ معاويةَ بنَ أَبي سفيانَ وهوَ جالسٌ على المِنبرِ أذَّنَ المؤذِّنُ قالَ: الله أكبرُ الله أكبرُ، قالَ معاويةُ: الله أكبرُ الله أكبرُ. قالَ: أَشهدُ أنْ لا إِلهَ إِلا الله، فقالَ معاويةُ: وأَنا، فلمَّا قالَ: أشهدُ أن محمداً رسولُ الله. فقالَ معاويةُ: وأَنا، [ولما قالَ: (حَى على الصلاةِ) قالَ: لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إِلا بالله 1/ 152]، فلما أنْ قضَى التأذينَ قالَ: يا أَيُّها الناسُ! إِني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - على هذا المجلسِ حينَ أَذَّنَ المؤذِّنُ يقولُ ما سمِعْتُمْ منِّي من مقالتي. 


23 - باب الجلوسِ على المِنبرِ عندَ التأذينِ
(قلت: أسند فيه طرفاً من حديث السائب المتقدم قبل حديث).


24 - باب التأذينِ عند الخُطبةِ
(قلت: أسند فيه طرفاً من حديث السائب المشار إليه آنفاً).


25 - باب الخُطبةِ على المِنبرِ
148 - وقالَ أَنسٌ: خطَبَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - على المِنبرِ.

469 - عن أبي حازمِ بن دينارٍ أَنَّ رجالاً أَتوْا سهْلَ بنَ سعدٍ الساعديِّ وقَدِ امتَرَوْا في المِنبرِ ممَّ عُودُهُ؟ فسألُوه عن ذلكَ؟ فقالَ: [ما بَقيَ بالناس أَعْلَمُ مني 1/ 100]، والله إِني لأعرفُ ممَّا هوَ، ولقدْ رأيتُهُ أولَ يومٍ وُضعَ، وأولَ يومٍ جلَسَ عليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، أَرسل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إِلى فلانَةَ- امرأةٍ [منَ المهاجرين 3/ 129] قد سمَّاها سهْلٌ -[أنْ 3/ 14]:
"مُري غُلامَكِ النجَّارَ أنْ يعمَلَ لي أَعواداً أَجلسُ عليهنَّ؛ إِذا كلَّمتُ الناسَ"، فأمَرتْهُ، فعمِلَها من طَرْفاءِ (14) الْغابةِ (وفي روايةٍ: فذَهَبَ فقَطَعَ من الطَّرْفاءِ فصنع له مِنبراً)، ثم جاءَ بها، فـ[لما قضاه] أَرسلتْ إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[أنه قضاهُ، قال - صلى الله عليه وسلم -: " أرسلي به إِلي"، فجاؤوا به، فاحتمله النبي - صلى الله عليه وسلم -]، فأَمَرَ بها، فوُضعتْ ههُنا، [فجلس عليه]، ثم رأَيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - صلَّى عليها [حين عمل، ووُضع، فاستقبل القبلة]، وكبَّرَ وهوَ عليها، [وقامَ الناسُ خلفَه، فقرأ] ثم ركَعَ وهوَ عليها، [وركع الناس خلْفَه، ثم رفع رأسَه] ثم نزَلَ الْقَهْقَرى، فسجدَ في أصلِ المِنبرِ، ثم عادَ [إِلى المنبر، ثم قرأ، ثم ركع، ثم رفع رأسَه، حتى سجد بالأرض]، فلمَّا فرَغَ أَقبلَ على الناسِ فقالَ:
"أيُّها الناسُ إِنما صنعتُ هذا لِتأتَمُّوا بي، ولِتَعلَّموا صَلاتي".
[قال أبو عبد الله: قال عليُّ بنُ عبدِ الله: سألني أحمدُ بنُ حَنْبَل رحمه الله عن هذا الحديثِ، قال: فإنما أردتُ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان أعلى من الناس، فلا بأس أن يكون الإمام أعلى من الناس بهذا الحديث. قال: فقلت: إن سفيانَ بنَ عيينةَ كان يُسأل عن هذا كثيراً فلم تسمعْهُ منهُ؟ قال: لا 1/ 100].


26 - باب الخُطبةِ قائماً
149 - وقالَ أَنسٌ: بيْنا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يخطُبُ قائماً.

470 عن ابنِ عَمَرَ رضي الله عنهما قالَ:
كانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يخطُبُ قائماً، ثم يَقعُدُ، ثم يقومُ؛ كما تفعَلونَ الآنَ.


27 - باب يستقبلُ الإمامُ القومَ، واستقبالُ الناسِ الإمامَ إِذا خطبَ
181 و 182 - واستقبلَ ابنُ عُمَرَ وأَنسٌ رضي الله عنهمُ الإمامَ. 



(قلت: أسند فيه الطرف الأول من حديث أبي سعيد الخدري الآتي في "24 - الزكاة/ 47 - باب").


28 - باب مَن قال في الخطبة بعدَ الثناءِ: أمَّا بعدُ
150 - رواة عِكرمةُ عن ابنِ عباسٍ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -.

471 - عن عَمْرِو بنِ تَغِلبَ أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أُتِيَ بمالٍ أوْ سَبْيٍ، فقسَمهُ، فأَعطى رجالاً، وتركَ رجالاً، فبلَغهُ أنَّ الذينَ ترَكَ عَتَبوا [عليه 4/ 59]، فحَمِدَ الله ثم أَثنى عليهِ، ثم قالَ:
"أَمَّا بعدُ، فوالله إِني لأُعطي الرَّجلَ، وأَدَعُ الرَّجلَ، والذي أَدَعُ أَحبُّ إِليَّ من الذي أُعطي، ولكنْ أُعطي أَقواماً لِما أَرى في قلوبِهمْ منَ الجَزَعِ (15) والهَلَعِ، (وفي روايةٍ: أَخاف ضَلَعَهم وجزَعَهم)، وأَكِلُ أَقواماً إِلى ما جَعلَ الله في قلوبِهم منَ الْغنَى والخيرِ، فيهم (وفي روايةٍ: منهمعَمْرُو بنُ تَغْلِبَ". فوالله ما أُحبُّ أنَّ لي بكلِمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حُمْرَ النَّعَمِ.

472 - عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما قالَ: صَعِدَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - المِنبَرَ، [في مرضه الذي مات فيه 4/ 184]، وكانَ آخرَ مَجلسٍ جلَسَه، متعطِّفاً مِلحفةً على مَنكِبيْهِ، قد عصَبَ رأسَه بعِصابةٍ دَسِمَةٍ، (وفي روايةٍ: دسْماءَ) (16) فحمِدَ الله، وأَثنى عليهِ ثم قالَ:
"أيها الناسُ إِليَّ"، فثابُوا إليهِ، ثم قالَ:

"أما بعدُ [أيها الناس]، فإنَّ هذا الحيَّ من الأَنصارِ يَقلُّونَ، [حتى يكونوا كالملح في الطعام 4/ 221] (17)، ويكثُرُ الناسُ، فَمنْ وَلِيَ [منْكم] شيئاً منْ أُمَّةِ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - فاستطاعَ أنْ يضُرَّ فيهِ أَحداً، أو ينفَعَ فيهِ أَحداً فليَقبَلْ من مُحسنِهمْ، ويتجاوزْ عن مُسيئِهمْ".


29 - باب القَعدةِ بينَ الخُطبَتين يومَ الجُمعةِ
473 - عن عبد الله بن عُمرَ قالَ: كانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يخطُبُ خطبتَينِ يقعُدُ بينهُما.


30 - باب الاستماعِ إِلى الخُطبةِ يومَ الجمعةِ
474 - عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -:
"إِذا كانَ يومُ الجُمعةِ وقَفتِ الملائكةُ على باب المسجدِ، يكتُبونَ الأوَّلَ فالأوَّلَ، ومثَلُ المهجِّرِ كمثَلِ الذي يُهْدي بَدَنَةً، ثم كالذي يُهْدِي بقَرَةً، ثم كبْشاً، ثم دجاجةً، ثم بيضةً، فإذا خرجَ (وفي روايةٍ: جلس 4/ 79) الإمامُ طوَوْا صحُفَهمْ، و [جاؤوايستمِعونَ الذِّكرَ".


31 - باب إِذا رأى الإمامُ رَجلاً جاء وهو يَخطبُ، أَمَرَه أنْ يصَليَ ركعَتين
475 - عن جابرِ بن عبدِ الله قالَ: جاءَ رجلٌ والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَخطُبُ الناسَ يومَ الجُمعةِ، فقالَ: "أصلَّيتَ يا فلانُ؟ ". قالَ: لا، قالَ:
"قُم فاركَعْ [ركعتَين] ".
(وفي روايةٍ: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يَخطبُ: "إِذا جاء أحدكم والإمامُ يخطبُ أو قد خرَجَ فليصلِّ رَكْعَتين" 2/ 51).


32 - باب من جاء والإمامُ يخطب صلى ركعتين خفيفتين
(قلت: أسند فيه طرفاً من حديث جابر المتقدم آنفاً).

______________(13) وهو الأذان الأول، والعدد ثلاثة مع الإقامة، وهي تسمى أذاناً بجامع الإعلام، قال عليه الصلاة والسلام: "بين كل أذانين صلاة لمن شاء"، وعدّه ثالثاً باعتبار زيادته أخيراً، وسمّاه ثانياً فيما يأتي بالنظر إلى الأذان الحقيقي. و (الزوراء): موضع بالسوق بالمدينة مرتفع.
148 - وصله المصنف في مواطن، وهو طرف من حديثه الآتي "11 - الجمعة/34 - باب".
(14) شجر من شجر البادية. و (الغابة): موضع من عوالي المدينة من جهة الشام.


149 - وصله المصنف في الموضع المشار إليه آنفاً.
181 و 182 - وصله عن ابن عمر البيهقيُّ (3/ 199) بسندٍ حسنٍ عنه. ووصله عن أنس ابن المنذر والحافظ بسندٍ صحيحٍ عنه.


150 - وصله المصنف آخر الباب.

(15) بالتحريك ضد الصبر، و (الهلع) بالتحريك أيضاً: أفحش الفزع. و (ضلعهم): اعوجاجهم.

(16) أي سوداء.

(17) هذا من إخباره عليه الصلاة والسلام بالمغيبات؛ فإن الأنصار قلُّوا، وكثر الناس كما قال. وقوله: (فيه) أي: في الذي وَلِيَهُ.




_______________________
مُخْتَصَر
صَحِيحُ الإِمَامِ البُخَارِي (رَحمَهُ الله تَعَالى)
للعَلَّامَة المحَدِّث
محَمَّد نَاصِر الدِّين الأَلبَاني
رَحمَهُ الله تَعَالى
الطّبعَة الشَّرعيَّة الوَحيدَة
المجَلّد الأوّل
مكتَبة المَعارف للنَّشْر والتوزيع
لِصَاحبهَا سَعد بن عَبْد الرحمن الراشِد
الريَاض
المكتبة الشاملة 






تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة