الرابع : من اعتقد أن غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه ، أو أن حكم غيره أحسن من حكمه - كالذي يفضل حكم الطواغيت على حكمه - فهو كافر ... الخامس : من أبغض شيئاً مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولو عمل به ، كفر إجماعا والدليل قوله تعالى :{ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ } محمد 9
المتـــــــــــــــــــــن :
الرابع : من اعتقد أن غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه ، أو أن حكم غيره أحسن من حكمه - كالذي يفضل حكم الطواغيت على حكمه - فهو كافر .
الرابع : الذي يعتقد أن هدي غير النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من هدي النبي صلى الله عليه وسلم . أو أن القوانين الوضعية أفضل من شريعة الإسلام . أو أن حكم الجاهلية خير من حكم الإسلام . فلا شك في كفره و مروقه من الدين ، بل لو اعتقد التسوية بين حكم الله وحكم الطاغوت كما سيأتي تفصيله فهو كافر أيضا ، بل لو استحل - مع اعتقاده بأن حكم الله أفضل - لكنه استحل الحكم بغير ما أنزل الله فهو كافر أيضا . ولعلي هنا أفصل قليلا في هذه المسألة - في مسألة الحاكم و الحاكمية - : و الذي يبدو أن الناس في هذا الباب خمسة أصناف- أعني من حكم بغير ما أنزل الله - : خمسة أصناف ؛ ثلاثة أصناف يكفرون يمرقون من الدين . و صنفان أرى أنهما لا يكفران . بل هما مثل سائر أصحاب المعاصي .
1 الأول : شخص جاهل فحكم حكما و لم يكلف نفسه أن يرجع إلى حكم الله جل وعلا مع اعتقاده أنه الحق ؛ فهذا عاص و آثم حتى و إن أصاب حكم الله صدفة - يعني دون اجتهاد - . يعني شخص جاهل يتطفل على العلم فيصدر الأحكام جزافا و يعتقد أن حكم الله هو الحق لكنه لم يكلف نفسه الإجتهاد في الوصول إلى حكم الله .
2الثاني : رجل علم حكم الله و اعتقد أنه الحق واعتقد أن حكم الطاغوت باطل و أن حكم القوانين باطل غير أنه غلبه هواه أو شهوته ؛ كمن يأخذ الرشوة مثلا ؛ كأن يكون قاضيا يأخذ رشوة ،أو أن يكون شخصا يحكم بالقوانين الوضعية من أجل طلب القوت والعيش كالقضاة في المحاكم أو الدور التي لا تحكم شرع الله، أو غلبه هواه أو ميله إلى شخص معين فحكم لصالحه وهو يعلم ويعتقد أنه ماذا ؟ أنه مذنب - انتبهوا إلى هذا القيد - ؛ يعتقد أنه مذنب ويعتقد أنه عاص ؛ بل ربما تؤنبه نفسه و يتمنى أنه لم يفعل لكن غلبه هواه و غلبته شهواته . فحكم بغير ما أنزل الله . فمثل هذين الصنفين حكمهما حكم مرتكب ماذا ؟ حكم مرتكب المعاصي اللذين وقعوا في ارتكاب المعاصي من غير استحلال . فمثل هؤلاء لا شك أنهم على خطر لكن لا يكفرون . أعيد ما هما الصنفان اللذان لا يكفران؟ : الأول: شخص حكم بجهله - مع اعتقاده أن حكم الله هو الحق و هو يريده ولكنه لم يبحث عنه - فمثل هذا شأنه شأن العصاة غير المستحلين . ومثله شخص حكم بغير ما أنزل الله تحت غلبة الهوى أو الشهوة ؛ من أخذ رشوة أو محاباة أو نحو ذلك . فهذان الصنفان لا يخرجان من ملة الإسلام حيث لم يستحلا ذلك بل يعاملان معاملة سائر مرتكبي المعاصي التي دون الكفر و دون الشرك . أما الصنف الثالث والرابع و الخامس؛
3 - الثالث : استحل حكم غير الله ؛ استحل الحكم بغير ما أنزل الله ،و إن اعتقد أن حكم الله أفضل. لكنه يستحل ؛ يرى أنه - يعني - يجوز أن يحكم بغير ما أنزل الله واعتقد ذلك فلا شك في كفره و مروقه من الدين .
4 -الثاني {يعني من الصنف الذي يكفر } : شخص اعتقد التسوية : يقول لا فرق إن حكمت بالشريعة أو حكمت بالقانون كل ذلك جائز ، فهذا أيضا يكفر و يمرق من الدين.
5 - الثالث{ يعني من الصنف الذي يكفر }: شخص اعتقد فضل الطاغوت أو فضل حكم الطاغوت على حكم الله جل وعلا ؛ كاللذين أقصوا الشريعة بالكلية بدعوى أنها لا تصلح للتطبيق في هذا العصر . وأن العصر قد تغير و أنه يجب التطور ومن هذا التطور إقصاء ماذا؟ إقصاء الشرع ، إقصاء حكم الله جل وعلا . فلا شك أن هذه الأصناف الثلاثة كفرة مارقون من دين الله عز وجل .
أرجو أن يفهم هذا التفصيل لألا يختلط الأمر على الناس . و هو تفصيل مشايخنا كالشيخ ابن باز و غيره من مشايخنا وفقهم الله عز وجل . وقد سبقهم إلى هذا شيخ الإسلام ابن تيمية وغيرهم بل وابن عباس في فهم قول الله عز وجل : { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون }[ المائدة 44]{ فأولئك هم الظالمون } { فأولئك هم الفاسقون }. فقالوا : كفر دون كفر ، و ظلم دون ظلم ، و فسق دون فسق .
نعم .
المتـــــــــــــــــــــن :
قال الخامس : من أبغض شيئاً مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولو عمل به ، كفر إجماعا والدليل قوله تعالى :{ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ } محمد 9
الخامس : من أبغض شيئا من الدين ؛ أبغض السنة ؛ أبغض أهل السنة من أجل تطبيقهم للسنة بعد قيام الحجة عليه .
أبغض الصلاة و هو يعملها لكن يكرهها ، أبغض الزكاة حتى ولو طبقها أبغض الصوم حتى ولو طبقه ، أبغض الواجبات حتى ولو طبقها ، كره أن يعملها لأن قلبه مريض؛ هذا يكفر إجماعا بإجماع المسلمين , وقد بين الله تبارك وتعالى كفر من كره ما أنزل الله :{ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ } محمد 9 . و الثانية : { ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (2 } محمد 28 .
فمن أبغض شيئا من الدين أو من مسائل الدين فإنه يكفر إجماعا للأدلة التي سمعناها . [ هنا توقف الشيخ في شرحه من أجل الإجابة عن الأسئلة على أن يكمل في الشريط الموالي ]
الشريط الثاني: بسم الله الرحمان الرحيم ، إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين .
أما بعد ؛ قبل أن نبدأ درسنا إخواني أرجو ألا ننسى صاحب هذا الكتاب [نوا قض الإسلام ] من الدعاء الخالص لله عز وجل أن يجزيه خير ما يجزي به عالما عن أمته ، لأن لو تأملنا واقع العالم الإسلامي اليوم ، بل لو خرجنا من هذه البلاد إلى أي بلد مجاور لرأينا تلك القباب التي تعبد من دون الله وتلك القبور التي تشيد ويحج إليها كما يحج إلى الكعبة ويذبح لها وينذر لها. وقد كانت بلادنا قبل ظهور الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - هو وعضده و سنده بعد الله الإمام محمد بن سعود و من جاء بعده من حكام هذه الدولة المباركة الذين كانوا ردءا للدعوة فأزيلت تلك المظاهر الوثنية التي كانت أكثر مما هو موجود في تلك البلاد و بخاصة حول المسجد النبوي وفي البقيع، وعلى قبور الشهداء وكثير من الأماكن بل وفي الرياض نفسها كقبر زيد بن الخطاب ، وما من مكان إلا و كانت فيه قباب تعبد ويحج إليها ويذبح لها وينذر لها وتعبد من دون الله .
فجزى الله هذا الشيخ عنا وعن الإسلام خير ما يجزي به عباده الصالحين .
______________
تعليقات
إرسال تعليق