فضل قراءة القرآن ... صفة قراءة النبي صلى الله عليه وسلم ... تحسين الصوت بالقراءة ... ما يستحب من الذكر أثناء القراءة... إذا مر بآية رحمة أن يسأل الله من فضله وإذا مر بآية عذاب تعوذ ... دعاء سجود التلاوة ... فضل سجود التلاوة ... في كم يختم القرآن .. الدعاء عند ختم القرآن ... الأمر بتعاهد القرآن بكثرة التلاوة ... النهي عن قول: نسيت آية كذا
فضل قراءة القرآن
277 ـ عن عثمان بن عفان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(( خيرُكم من تعلّم القرآن وعلَّمه ))
[الصحيحة 1172]
278ـ عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( لأن يغدو أحدكم كلّ يوم إلى المسجد فيتعلَم آيتين من كتاب الله, خيرٌ له من ناقتين, وأن ثلاثٌ فثلاثٌ مثل أعدادهن ))
[صحيح الترغيب 1418]
279ـ عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( من قَرأ حرفاً من كتابِ الله, فله بهِ حسنةٌ, والحسنةُ بعشرِ أمثالها, لا أقول: الم حرفٌ, ولكن ألفٌ حرفٌ, ولامٌ حرفٌ, وميمٌ حرفٌ ))
[صحيح الترمذي2910]
280 ــ عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( يُقالُ لصاحبِ القُرآنِ: اقرأ وارقَ, ورتَلْ كما كُنْتَ تُرَتّلُ في الدُّنيا, فإنّ منزلتكَ عندَ آخر آيةٍ[كُنتَ] تَقْرأُ بِها ))
[صحيح الترغيب 1426][الصحيحة 2240]
قال الشيخ رحمه الله :
واعلم أن المراد بـقوله:(( صاحب القرآن )) حافظه عن ظهر قلب على حد قوله ( ((يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله...))
أي أحفظهم, فالتفاضل في درجات الجنة إنمـا هـو على حسب
الحفظ في الدنيا, وليس على حسب قراءته يومئذ واستكثاره منها كما توهم بعضهم, ففيه فضيلة ظاهرة لحافظ القرآن, لكن بشرط أن يكون حفظه لوجه الله تبارك وتعالى, وليس للدنيا والدرهم والدينار, وإلا فقد قال صلى الله عليه وسلم :
(( أكثر منافقي أمتي قراؤها )).أهـ
[الصحيحة 5/283، 284]
صفة قراءة النبي صلى الله عليه وسلم
281 ـ عن أم سلمة رضي الله عنها أنها ذكرت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( بسم الله الرحمنِ الرحيمِ. الحمدُ لله ربِّ العالمين. الرحمنِ الرحيمِ. مَلِكِ يومِ الدينِ ( يُقَطَّعُ قِراءتَه آية آية.
[صحيح أبي داود 4001]
قال الشيخ رحمه الله :
وكذلك كانت قراءته كلها يقف على رؤوس الآي, ولا يصلها بما بعدها, وهذه سنة أعـرض عنها جمهـور القراء في هـذه الأزمـان
فضلاً عن غيرهم.أهـ
[ الإرواء 2/62][صفة الصلاة 96]
تحسين الصوت بالقراءة
282 ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(( مـا أذِنَ الله لشيء كمتا أذِنَ لنبي حســنِ الصـوت يتغنـى
بالقرآن يجهر به ))
[مختصر مسلم 2111]
283 ـ عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( زينوا القرآنَ بأصواتِكمْ ))
[ صحيح أبي داود 1486]
284 ـ عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( ليس منَّا منْ لم يتغنَّ بالقرآنِ ))
[ صحيح أبي داود 1468]
285ـ عن جابر رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( إن من أحسن الناس صوت بالقرآن, الذي إذا سمعتموه يقرأ حسبتموه يخشى الله ))
[ صحيح الترغيب 1450]
ما يستحب من الذكر أثناء
القراءة
286ـ عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا قرأ:
( سبح اسم ربك الأعلى ) قـال: (( سبـحان ربي الأعـلى ))
[صحيح أبي داود 826]
287ـ عن موسى بن أبي عائشة قال: كان رجل يصلي فوق بيته, وكان إذا قرأ:
( أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى ) قال: سبحانك فَبَلَى! فسألوه عن ذلك؟ فقال: سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
[صحيح أبي داود 827]
قال الشيخ رحمه الله :
وهو مطلق فيشمل القراءة في الصلاة وخارجها, والنافلة والفريضة. أهـ
[صفة الصلاة 105]
إذا مر بآية رحمة أن يسأل الله من فضله وإذا مر بآية عذاب تعوذ
288ـ قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه : صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح
( البقرة ) فقلت: يركع عند المائة, ثم مضى فقلت: يصلى بها في ركعتين, فمضى, فقلت: يركع بها, ثم افتتح ( النساء ) فقرأها ثم افتتح ( آل عمران ) فقرأها, يقرأ مترسلاً إذا مر بآية فيها تسبيح سبح, وإذا مر بسؤال سأل, وإذا مر بتعوذ تعوذ, ثم ركع, فقال:
(( سبحان ربي العظيم )) فكان ركوعه نحواً من قيامه, ثم رفع رأسه, فقال: (( سمع الله لمن حمده )) فكان قيامه قريباً من ركوعه, ثم سجد, فجعل يقول: (( سبحان ربي الأعلى )) فكان سجوده قريباً من ركوعه.
[صحيح النسائي 1663]
قال الشيخ رحمه الله :
هذا إنما ورد في صلاة الليل كما في حديث حذيفة المذكور, فمقتضى الاتباع الصحيح الوقوف عند الوارد وعدم التوسع بالقياس والرأي, فإنه لو كان ذلك مشروعاً في الفرائض أيضاً لفعله صلى الله عليه وسلم , ولو فعله لنقل, بل لكان نقله أولى من نقل ذلك في النوافل كما لا يخفى.
واعلم أنه لا يناقض هذا الذي ذكرته هنا الأصل الذي بنيت عليه شرعية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأول, كما ظن بعض إخواننا المجتهدين في خدمة الحديث الشريف ـ جزاه الله خيراً ـ في جملة ما كتب إليّ, وذلك لقيام دليل الفرق هنا, وهو ما أشرت إليه بقولي:
(فإنه لو كان ذلك مشروعاً في الفرائض أيضاً لفعله النبي صلى الله عليه وسلم ..) إلخ, وذلك لأن الهمم والدواعي تتوفر على نقل مثله , فلما لم ينقل دل على أنه لم يفعله صلى الله عليه وسلم . فوقفنا مع الدليل المانع هنا من الأخذ بالأصل المشار إليه, فظهر أنه لا تناقض والحمد لله, وإنما هو التمسك بالدليل الملزم بالتفريق بين المسألتين. والله أعلم.أهـ
[تمام المنة 185]
دعاء سجود التلاوة
289ـ عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في سجود القرآن بالليل, يقول في السجدة مراراً:
(( سجد وَجْهِي للذي خَلَقَهُ, وشَقَّ سمعه وبصره بحَوْلِهِ وقُوَّتِهِ))
[صحيح أبي داود 1273]
290ـ عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: رأيت فيما يرى النائم
كأني تحت شجرة, وكأن الشجرة تقرأ ( ص ) :فلما أتت على السجدة سجدت, فقالت في سجودها:
(( اللهم اكتب لي بها أجراً, وحطّ عني بها وزراً, وأحدث لي بها شكراً, وتقبلها مني كما تقبلت من عبدك داود سجدته )) فلما أصبحت غدوت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته بذلك, فقال صلى الله عليه وسلم :
(( سجدت أنت يا أبا سعيد ؟ )) فقلت: لا, قال صلى الله عليه وسلم : (( أنتَ كنتَ أحقّ بالسجودِ من الشجرةِ ))
فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة ( ص ) حتى أتى على السجدة, فقال في سجوده ما قالت الشجرة في سجودها ))
[الصحيحة 2710]
فضل سجود التلاوة
291ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( إذا قرأ ابنُ آدم السجدة فسجد, اعتـزل الشيطان يبكي يـقول: يا ويلي أُمِرَ ابن آدم بالسجـودِ فسجـد, فلـه الجنَّة, وأُمِرْتُ
بالسجود فأبيتُ, فلي النار ))
[صحيح الترغيب 1438]
في كم يختم القرآن
292 ـ عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( في أربعين يوماً, ثم قال: في شهر, ثم قال: في عشرين, ثم قال: في خمس عشرة, ثم قال: في عشر, ثم قال: في سبع [أقرأه في ثلاث][لا يفقه من اقرأ القرآن في أقل من ثلاث]))
[صحيح أبي داود 1258 ,1260 ,1261 ]
قال الشيخ رحمه الله :
وقوله ( (( من قرأ القران في أقل من ثلاث لم يفقهه )) لا يشكِل على هذا ما ثبت عن السلف مما هو خلاف هذه السنة الصحيحة, فإن الظاهر أنها لم تبلغهم .أهـ
[الصحيحة 5/ 601]
الدعاء عند ختم القرآن
قال الشيخ رحمه الله :
293ـ وقد جاء في ذلك آثار كثيرة, عن السلف الصالح منها ما رواه ثابت البناني قال: كان أنس رضي الله عنه إذا ختم القرآن جمع ولده وأهل بيته فدعا لهم. أخرجه الدارمي بسند صحيح .أهـ
[تحقيق لفتة الكبد 18][مرويات دعاء ختم القران 58]
قال الشيخ رحمه الله :
ومما لا شك فيه أن التزام دعاء معين بعد ختم القرآن من البدع التي لا تجوز, لعموم الأدلة, كقوله صلى الله عليه وسلم :
(( كل بدعة ضلالة, وكل ضلالة في النار )) وهو من البدع التي يسميها الإمام الشاطبي بـ(البدعة الإضافية).أهـ
[الضعيفة 13/ 315]
الأمر بتعاهد القرآن بكثرة التلاوة
294ـ عن عبد الله بن عمر رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(( إنما مثل صاحب القرآن كمثل الإبل المعلقة, إن عاهد عليها أمسكها, وإن أطلقها ذهبت ))
[مختصر مسلم 2109]
295 ـ وزاد مسلم في رواية:
(( وإذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره وإذا لم يقم به نسيه ))
[صحيح الترغيب 1445]
النهي عن قول: نسيت آية كذا
296ـ عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( بئس ما لأحدهم يقول: نسيتُ آية كيتَ وكيتَ, بل هو نُسِّي. استذكروا القرآن, فلهو أشد تَفَصِّياً من صـدور الرجـال من النّعم بعُقُلها ))
[مختصر مسلم 2110]
قال الشيخ رحمه الله :
لأن أصل النسيان الترك, فنهاه أن يقول:(( نسيت آية كذا )) لأن معناه تركت الآية أو قصدت إلى نسيانها, وهذا مما لا يصدر من مسلم, فعلمه صلى الله عليه وسلم أن يقول: نُسّيِت, أي أن الله تعالى هو الذي أنساه.أهـ
[مختصر مسلم 556]
تعليقات
إرسال تعليق