صلاة الضحى ... دعاء صلاة الاستخارة ... النداء لصلاة الكسوف ... الذكر والدعاء والاستغفار عند الكسوف ... صلاة الكسوف

صلاة الضحى

297ـ عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 
 (( مَن صلّى الغَدَاةَ [الفجر] في جماعةٍ, ثمَّ قعَدَ يذْكرُ اللهَ حتى تطلعَ الشّمسُ, ثمّ صلّى ركعتينِ, كانتْ له كأَجْرِ حَجّةٍ وعُمْرةٍ, تامّةِ تامّةِ تامّةِ )) 
[الصحيحة 3403]

298ـ وفي رواية: (( من صلَّى صلاةَ الصبح في جماعةٍ, ثم ثبتَ حتى يسبِّحَ لله سُبحةَ الضحى, كان له كأجرِ حاجًّ ومعتمرٍ, تاماً له حجة وعمرته ))
 [صحيح الترغيب 469]


دعاء صلاة الاستخارة

299ـ وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم  يعلِّمُنا الاستخارةَ في الأمورِ كلِّها كما يُعَلِّمُنا السورةَ منَ القرآنِ يقولُ:
(( إذا همَّ أحدُكم بالأمرِ فليركعْ ركعتينِ من غيرِ الفريضةِ ثم ليقُلِ:(( اللهمَّ إني أَستخيُركَ بعِلْمِكَ, وأستقدرُكَ بقُدرتكَ, وأسألُكَ من فضلِكَ العظيم, فإنكَ تقدرُ ولا أقدِر, وتعلمُ ولا أعلمُ, وأنت علامُ الغيوبِ. اللهمَّ إن كنتَ تعلمُ أنَّ هذا الأمرَ ـ  
ثم تسمِّيه باسمه بعينه ـ خيرٌ لي في ديني ومعاشي, عاجل أمري, وآجله, فاقدُرْه لي, ويسرهُ لي, ثم بارِك لي فيه, وإن كنتَ تعلمُ أن هذا الأمرَ شرُّ لي, في ديني, ومعاشي, وعاقبةِ أمري, فاصرِفْه عنَّي, واصرفني عنه, واقدُرْ لي الخيرَ حيثُ كان, ثم رضِني به)) 
[مختصر البخاري 579]


النداء لصلاة الكسوف

300ـ عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه قال:
((لما كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم  نودي أن الصلاة جامعة ))
 [ مختصر البخاري 528]


الذكر والدعاء والاستغفار
 عند الكسوف 

301ـ عن أبي موسى رضي الله عنه , قال خسفت الشمس, فقام النبي صلى الله عليه وسلم فزعاً, يخشى أن تكون الساعة! فقام, حتى أتى المسجد, قامَ يُصلي بأطول قيامٍ وركوعٍ وسجودٍ, ما رأيته يفعلُهُ في صلاته قطُّ, ثم قال: 
 (( أنّ هذه الآيات التي يرسلُ الله, لا تكونُ لموت أحدٍ ولا لحياته, ولكنّ الله يرسلُها, يخوفُ بها عباده, فإذا رأيتم منها شيئاً, فافزعوا إلى ذكره, ودعائه, واستغفاره )) 
[صحيح النسائي 1502]


 صلاة الكسوف
قال الشيخ رحمه الله :
ثم بدا لي أن أجمع مما صح من الأحاديث خلاصة وافية نافعة في صلاته صلى الله عليه وسلم  للكسوف, وما رأى فيها من العبر والآيات, وما خطب بعدها من النصائح والعظات, وأكثرها مما تقدم في تلك الأحاديث, وسائرها مما جاء في بعض طرقها.

فأوردها هنا تتميماً للفائدة, ولقد رأيت أن هذا الجمع والتلخيص, واجب علي بعد أن يسر الله السبيل إليه, لما في ذلك من الإعانة على معرفة هذه السنة, والعمل بها, وإحيائها بعد أن كـادت أن تنسى حتى من أهـل العلـم والصـلاح, وشجعني علـى 
ذلك أنني ـ فيما علمت ـ لم أسبق إليه, فـلله تعــالى وحـده الحمـد 
والشكر ومنه أرجو المزيد من التوفيق والفضل.

302ـ أولاً كسوف الشمس وفزعه صلى الله عليه وسلم :  

  عن عائشة رضى الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم  قالت: ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم  غداة يوم مات إبراهيم عليه السلام فخسفت الشمس فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم  من مركبه سريعاً ـ وذلك ضحى ـ فمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين ظهراني الحجر, فخرج فزعاً, فأخطأ بدرع حتى أدرك بردائه, فخرج يجرُّ رداءه, يخشى أن تكون الساعة, فأتى المسجد حتى انتهى إلى مصلاه الذي كان يصلي فيه, وقال الناس: إنما كسفت الشمس لموت إبراهيم! فبعث صلى الله عليه وسلم  منادياً, فنادى: الصلاة جامعة, وثاب الناس إليه, واصطفوا وراءه, وخرجت نسوة بين ظهري الحجر في المسجد ,واجتمع إليهن نساء, فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم  بأصحابه:

ثانياً: ابتداء الصلاة 

بدأ صلى الله عليه وسلم  فكبر, وكبر الناس, ثم افتتح القرآن, فقرأ قراءة طولية , فجهر فيها, وقام قياماً طويلاً جداً نحواً من سورة ( البقرة ) حتى قيل: لا يركع, وجعل أصحابه يخرُّون.
 وقالت أسماء أتيت عائشة فإذا الناس قيام, وإذا هـي تصلـي. فقلت: ما شأن الناس يصلون؟ فأشارت برأسها إلى السمـاء, 
فقلت: أية؟ قالت نعم فأطال رسول الله صلى الله عليه وسلم القيام جداً حتى تجلاني الغشي, فأخذت قربة من ماء إلى جنبي, فجعلت أصب على رأسي من الماء, قالت: فأطال القيام حتى رأيتني أريد أن أجلس , ثم ألتفت إلى المرأة التي هي أكبر مني, والمرأة التي هي أسقم مني, فأقول: أنا أحق أن أصبر علة طول القيام منك.

الركوع الأول:

ثم ركع صلى الله عليه وسلم  مكبراً, فأطال الركوع جداً , حتى قيل: لا يرفع وركع نحواً مما قام.
 ثم رفع رأسه من الركوع فقال: (( سمع الله لمن حمده, ربنا ولك الحمد )) فقام كما هو, ولم يسجد, فأطال القيام جداً, حتى قيل : لا يركع, وهو دون القيام الأول, وقرأ قراءة طويلة هي أدنى من القراءة الأولى, وأطال ,حتى لو جاء إنسان بعد ما ركع لم يكن علم أنه ركع ـ ما حدث نفسه أنه ركع من طول القيام.

الركوع الثاني:

ثم ركع مكبراً, فأطال الركوع جداً , حتى قيل: لا يرفع, وهو دون الركوع الأول.
 ثم رفع رأسه فقال: (( سمع الله لمن حمده, ربنا ولك الحمد ))    فأطال القيام, حتى قيل: لا يسجد ورفع يديه فجعل يسبح ويحمـد 
ويهلل ويكبر ويدعو.

السجود الأول:

ثم كبر صلى الله عليه وسلم  فسجد سجوداً طويلاً مثل ركوعه, حتى قيل: لا يرفع, وقالت عائشة: ما ركعت ركوعاً قط, ولا سجدت سجوداً قط, كان أطول منه.
 ثم كبر, ورفع رأسه وجلس, فأطال الجلوس, حتى قيل: لا يسجد.

 السجود الثاني:

ثم كبر, فسجد, فأطال السجود, وهو دون السجود الأول.

الركعة الثانية:

ثم كبر, ورفع، فقام قياماً طويلاً،  هو دون القيام الثاني من الركعة الأولى, وقراءة طويلة، وهي أدني من القراءة في القيام الثاني.

الركوع الأول: 

ثم كبر، فركع، فأطال الركوع، وهو دون الركوع الأول. ثم كبر، فرفع رأسه، فقال: (( سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد )) فأطال القيام , وهو دون القيام الأول، ثم قرأ قراءة طويلة, هي أدنى من القراءة الأولى.

 الركوع الثاني:

 [ثم كبر فركع, فأطال الركوع, وهو دون الركوع الأول], ثم رفع رأسه فقال:(( سمع الله لمن حمده, ربنا ولك الحمد )) فأطال القيام، حتى قيل: لا يسجد ثم تأخر, وتأخرت الصفوف خلف حتى انتهت إلى النساء, ثم تقدم وتقدمت الصفوف حتى قام في مقامه:

 [السجود الأول والثاني]

ثم كبر, فسجد مثلما سجد في الركعة الأولى، إلا أنه أدنى منه, وجعل يبكي في آخر سجوده وينفح: أف أف، ويقول: (( رب ألم تعدني ألا تعذبهم وأنا فيهم ؟ رب ألم تعدني ألا تعذبهم وهم يستغفرون ؟ ونحن نستغفرك )) 

التسليم:

ثم تشهد، ثم سلم، وقد تجلت الشمس، واستكمل أربع ركعات في أربع سجدات.

 ثالثاً: الخطبة على المنبر:

فلما انصرف رقى المنبر: فخطب الناس، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: (( أما بعد: أيها الناس إن أهل الجاهلية كانوا يقـولـون: إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت عظيـم، وإنهمـا آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته, ولكن يخوف الله به عباده فإذا رأيتم شيئاً من ذلك، فافزعوا إلى ذكر ودعائه واستغفاره وإلى الصدقة والعتاقة والصلاة في المساجد، حتى تنجلي.

 يا أمة محمد! إن من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته.يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيراً ولضحكتم قليلاً )) ثم رفع يديه فقال:
(( ألا هل بلغت؟! إنه عرض علي كل شيء تولجونه , فعرضت علي الجنة, وذلك حين رأيتموني تقدمت حتى قمت في مقامي , ولقد مددت يدي وأنا أريد أن أتناول من ثمرها, لتنظروا إليه, ثم بدا لي ألا أفعل, ولو أخذته ,لأكتم منه ما بقيت الدنيا.

ولقد عرضت على النار، وذلك حين رأيتموني تأخرت  مخافة أن يصيبني من لفحها, فجعلت أنفخ ,خشية أن يغشاكم حرهاً. ولقد رأيت جهنم يحطم بعضها بعضاً فلم أر منظراً كاليوم قط أفظع ورأيت أكثر أهلها النساء )) قالوا: لم يا رسول الله ؟ قال:    
(( لكفرهن )) قيل أيكفرن بالله؟ قال: (( يكفرن العشير, ويكفرن الإحسان, لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله, ثم رأت منك شيئاً قالت: ما رأيت منك خيراً قط!!

ورأيت فيها امرأة من بني إسرائيل طويلة سوداء تُعذب في هرة لها ربطتها, فلم تطعمها ولم تسقها, ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت جوهاً, فلقد رأيتها تنهشها إذا أقبلت, وإذا ولت , تنهش أليتها. 

ورأيت فيها سارق بدنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم .
     
ورأيت صاحب المحجن أبا ثمامة عمرو بن مالك بن لحي ـ وهو الذي سيب السوائب ـ يجر قُصبه في النار, كان يسرق الحاج, فإن فطن له قال: إنما تعلق بمحجني! وإن غفل عنه ذهب به!
وإنه قد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور كفتنة المسيح الدجال فيؤتى أحدكم فيقال: ما علمك بهذا الرجل؟ فأما المؤمن أو ـ الموقن ـ فيقول:
هو محمد هو رسول الله جاءنا بالبينات والهدى, فأجبنا واطعنا (ثلاث مرار) فيقال له : نم, قد كنا نعلم أنك تؤمن به, فنم صالحاً هذا مقعدك من الجنة. فأما المنافق ـ أو المرتاب ـ (الشك فيه وفيما قبله من بعض الرواة)  فيقول: 
 لا أدي سمعت الناس يقولون شيئاً فقلت! فيقال له: أجل، على الشك عشت وعليه مت، هذا مقعدك من النار ))

ثم أمرهم صلى الله عليه وسلم أن يتعوذوا من عذاب القبر قالت عائشة: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يتعوذ من عذاب النار وعذاب القبر.
 [صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم لصلاة الكسوف108, 117]

__________________________
جامع صحيح الأذكار
من كتب العلامة المحدث محمد ناصر الدين الالباني رحمه الله
جمع وترتيب : أبي الحسن محمد بن حسن الشيخ 




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة