الثاني : مَنْ جَعَلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ وَسَائِطَ يَدْعُوهُمْ وَيسْأَلُهُمْ الشَّفَاعَةَ، وَيَتَوَكَّلُ عَلَيْهِمْ كَفَرَ إِجْمَاعًا. ... الثالث : مَنْ لَمْ يُكَفِّرْ المُشْرِكِينَ أَوْ شَكَّ فِي كُفْرِهِمْ، أَوْ صَحَّحَ مَذْهَبَهُم،ْ كَفَرَ.
المتـــــــــــــــــــــــن :
قال:
الثاني : مَنْ جَعَلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ وَسَائِطَ يَدْعُوهُمْ وَيسْأَلُهُمْ الشَّفَاعَةَ، وَيَتَوَكَّلُ عَلَيْهِمْ كَفَرَ إِجْمَاعًا..
هذا النوع قد يدخل في القسم الأول ؛ وهو الشرك لكن أفرده الشيخ لكثرة وقوع الناس فيه خاصة. كمن يطلب الشفاعة من الموتى، أو يجعل بينه وبين الله وسائط يزعم أنها تقربه إلى الله.
الثاني : مَنْ جَعَلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ وَسَائِطَ يَدْعُوهُمْ وَيسْأَلُهُمْ الشَّفَاعَةَ، وَيَتَوَكَّلُ عَلَيْهِمْ كَفَرَ إِجْمَاعًا..
هذا النوع قد يدخل في القسم الأول ؛ وهو الشرك لكن أفرده الشيخ لكثرة وقوع الناس فيه خاصة. كمن يطلب الشفاعة من الموتى، أو يجعل بينه وبين الله وسائط يزعم أنها تقربه إلى الله.
كما قال الله حكاية عن المشركين :{ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى }[الزمر3] أنت لو سألت عباد القبور الآن الذين يستغيثون بأهلها ويرجونهم قضاء الحاجات وكشف الكربات ؛ لماذا يا عبد الله تستغيث بالقبور ؟ قال لك هذا توسل ، توسل فقط ، نحن نتوسل بهم إلى الله .
وقد قال الخرافي المشرك داعية الشرك في هذه الأيام المسمى بالجفري في شريط عندي موجود قال :" كيف تنكرون علينا أن نتخذ عباد الله المقربين وسطاء بيننا وبين الله ، والله عز وجل شرع لنا أن نتخذ الجمادات وسطاء ؟" كيف يا أيها المشرك ؟ يقول :" ألم يشرع الله لنا الطواف في الحج بالكعبة ؟ أليس هذا توسطا بالكعبة عند الله؟ ألم يشرع الله لنا المبيت بمنى وبالمزدلفة والوقوف بعرفة ؟ أليس هذا توسطا بهذه الجمادات عند الله ؟" وهكذا يضرب هذه الأمثلة مما يدل على أنه أجهل من حمار أهله والعياذ بالله .
وهناك من يطبل له ويزمر له ، وبعض مكتباتنا ودور التسجيلات تمتليء من كتبه وأشرطته ، والعجيب أن كثيرا من مراكز الدعوة في داخل المملكة لا تتكلم عن هذه القضايا ، بينما تقيم الدنيا وتقعدها في أمور أخرى ، لا شك أن إنكار المنكر واجب.
لكن أنكر المنكرات و أعظم المنكرات هو ماذا ؟ هو الشرك بالله عز وجل ، ولكن الكثير منهم لا يتكلم يوما عن الشرك أبدا . فلنتنبه يا إخواني لهذا ؛ ابدؤوا بما بدأ الله به ؛ وهو الدعوة إلى توحيد الله عز وجل { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ }[محمد18].
فإذن اتخاذ الشفعاء والوسطاء من دون الله عز وجل من أعظم نواقض الإسلام لأنها شرك بالله تبارك وتعالى . والله عز وجل يقول في وصف المشركين : { وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ }[ يونس 18] .
و أنبه في باب الشفاعة - لعلي أختصر المسألة في ضرب مثل والسؤال عنه - هناك ثلاثة أصناف : لو قال قائل : الشفاعة يا رسول الله .
و ثان قال : اللهم إني أتوسل إليك بنبيك صلى الله عليه وسلم .
وثالث قال : اللهم ارزقني شفاعة نبيك أو لا تحرمني من شفاعة نبيك أو اشملني بشفاعة نبيك .
ما حكم هذه الأقوال الثلاثة ؟ - استوعبتموها يا إخواني ؟ - ثلاثة أشخاص ؛
واحد قال : اشفع لي يا رسول الله ، أغثني يا رسول الله ، الشفاعة يا رسول الله .
الثاني قال : اللهم إني أتوسل إليك بنبيك ، أو أتوجه إليك بجاه نبيك . الثالث قال : اللهم لا تحرمني من شفاعة نبيك ، اللهم اشملني بشفاعة نبيك ، اللهم ارزقني شفاعة نبيك ، أو نحو ذلك . فما حكم هذه الكلمات الواردة -أريد الجواب منكم بسرعة - ...
الأول : شرك ، و هو إذا قال : الشفاعة يا رسول الله ، هذا شرك أكبر يخرج من ملة الإسلام ، لا يقبل الله من صاحبه صرفا ولا عدلا إلا أن يسلم من جديد .
و الثاني : بدعة ؛ لأنني مرة سمعت واعظا يعظ الناس فيذكر التوسل مثل : اللهم إني أتوسل إليك بنبيك ، ويقول إن هذا مشرك خالد مخلد في النار، وهذه مشكلة أيضا و فيها خلط ؛ هذا العمل لا شك أنه خطير ولكنه ليس بشرك وإنما هو ماذا ؟ بدعة من البدع ؛ التي لا تخرج من دائرة الإسلام لاشك أن البدع خطيرة بل قد يجر هذا الكلام في نهاية المطاف إلى ماذا؟ إلى الشرك . لكن إذا اقتصر على هذا الكلام لا نقول إنه مشرك، وإنما نقول إنه ماذا؟ مبتدع .
الثالثة : إذا قال اللهم ارزقني شفاعة نبيك ، أو لا تحرمني شفاعة نبيك أو نحو ذلك ، فهذا هو التوحيد المحض هذا هو التوحيد لأنك تسأل الشفاعة من الله كما قال الله جل وعلا : { قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا} [الزمر44] وقال تبارك وتعالى : { مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [ البقرة255] لذلك الرسول صلى الله عليه وسلم لا يشفع حتى يستأذن الله عز وجل في الشفاعة . إذن طلب الشفاعة من الموتى شرك أكبر بالله عزو جل حتى ولو كان هذا الميت نبيا من الأنبياء أو صالحا من الصالحين . نعم . تفضل:
المتـــــــــــــــــــن:
الثالث : مَنْ لَمْ يُكَفِّرْ المُشْرِكِينَ أَوْ شَكَّ فِي كُفْرِهِمْ، أَوْ صَحَّحَ مَذْهَبَهُم،ْ كَفَرَ.
الثالث : من لم يكفر المشركين ، أو صحح مذهب المشركين ،حتى ولو شك في ذلك بعد قيام الحجة عليه فإنه يكفر بذلك . قول النبي صلى الله عليه وسلم : [من لم يكفر الكافر فهو كافر ] .
فالشخص الذي يقول إن سؤال أهل القبور قضاء الحاجات ليس بشرك؛ هذا يكفر .
أو شخص يقول: يحب المشركين ويمجدهم ويتعاطف معهم ويود أن ينتصروا على المسلمين . هذه الموالاة الشركية . وهناك موالاة محرمة دون ذلك - لعله يأتي لها تفصيل في مقام آخر إن شاء الله - لكن المهم أن نعلم أن مودة المشركين وموالاتهم الموالاة التي هي ناتجة عن حب قلبي فإن ذلك كفر بالله جل وعلا ،كفر بالله.
وكذلك لو شك في ذلك؛ لو شك في كفر الكافرين فقد كفر بالله جل وعلا .
قد يقول قائل : هل يوجد أحد الآن لا يكفر الكفار ولا يكفر المشركين؟ أقول لك نعم هناك الملاحدة القائلون بوحدة الأديان. صرح أحدهم قبل بضعة أشهر في إحدى القنوات - والعجيب أن هذا الذي صرح بهذا التصريح الإلحادي كان قبل ذلك بسنتين على النقيض ؛ كان تكفيريا ؛ كان يكفر من يشرب البيبسي أو يلبس( البترة البيضاء) وهو (منصور من كيدان)- وقد سمعت تصريحه بنفسي وسألت سماحة المفتي فقال: إن هذه ردة . ماذا قال؟ يقول: إن الدين هو ما يدين به المرء أيا كان ؛ فما يعتقده المرء هو الدين، ثم وضح ذلك بقوله : وبناء عليه فإنني لا أكفر يهوديا ولا نصرانيا ولا بوذيا ولا شيوعيا . فهذا لم يكفر الكافر بل يعتقد أن دين الكافر صحيح. وينطبق عليه هذا الناقض الثالث : من لم يكفر الكافر فهو كافر ، ولكن لو أن مسلما توقف في تكفير بعض الفرق ؛ مثل الخلاف في تكفير الخوارج وإن كانت النصوص أكثرها تدور على تكفيرهم ، وشيخنا الشيخ ابن باز - رحمه الله تعالى - سمعته قبل وفاته بسنة ونحن بالطائف يكفرهم ، وعامة النصوص تدل على ذلك ومع ذلك فإنني ممن يتوقف في الحكم عليهم بالتكفير كما توقف علي رضي الله عنه بقوله : من الكفر فروا ، و الله أعلم بحالهم وإن كان في الحقيقة النفس تميل إلى أنهم يخرجون من الدين لاستحلالهم دماء المسلمين و أموالهم و لكثرة النصوص التي تدل على مروقهم من الدين .
و لكن عند المسلمين قاعدة : لأن أخطأ في عدم تكفير كافر - طبعا المقصود بعدم تكفير كافر ممن يدعي الإسلام ، أما الكافر المعروف من يهودي أو نصراني أو شيوعي أو بوذي أو هندوكي ؛ هذا من لم يكفره فهو كافر .
لكن من توقف في تكفير بعض الفرق هذا يطبق هذه القاعدة : لأن أخطأ في عدم تكفير كافر أحب إلي من أن أخطئ في تكفير مسلم . .
فانتبهوا إلى هذه المسألة الدقيقة عند كثير من أهل العلم ، لأن من دخل في الإسلام بيقين لا يخرج منه إلا بيقين .
و مع أنني أميل إلى تكفير الخوارج - يعني الميل العام - لكن مع ذلك أتوقف في الحكم عليهم، لا شك أنهم من أخطر الناس على الأمة في هذا الزمن .
__________________________
إتحافُ الكرامِ البَررَة
بشرحِ نَواقضِ الإسلامِ العَشَرة
لفضيلة الشيخ:
صالح بن سعد السحيمي
موجه الدعاة بفرع وزارة الشؤون الإسلامية بالمدينة النبوية
والمدرس بالمسجد النبوي
[شريطان مفرغان ألقاهما الشيخ خلال الدورة العلمية بمحافظة ينبع؛ بتاريخ: شعبان 1426هجرية]
جزاكم الله خير وكل القائمين على هذه المدونة
ردحذف