صفة الفجر الذي يوجب الإمساك .. من السنة إفطار الصائم على لقيمات والمبادرة إلى صلاة المغرب .. ما يستحب الإفطار عليه
باب / صفة الفجر الذي يوجب الإمساك
عن طلق بن علي ـ رضي الله عنه ـ ؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " كلوا واشربوا ، ولا يهيدنكم الساطع المصعد ، فكلوا واشربوا حتى يعترض لكم الأحمر " . حسن ، " الصحيحة " برقم
( 2031 ) .
( 2031 ) .
* غريب الحديث :
قوله : ( ولا يهيدنكم ) : أي لا تنزعجوا للفجر المستطيل فتمتنعوا به عن السحور ؛ فإنه الصبح الكاذب .
وأصل ( الهيد ) : الحركة . " نهاية " .
* فائدة :
واعلم أنه لا منافاة بين وصفه صلى الله عليه وسلم لضوء الفجر الصادق ب
ـ ( الأحمر ) ، ووصفه ـ تعالى ـ إياه بقوله : ( الخيط الأبيض . . ) ؛ لأن المراد ـ والله أعلم ـ بياض مشوب بحمرة ، أو تارة يكون أبيض ، وتارة يكون أحمر ، يختلف ذلك باختلاف الفصول والمطالع .
ـ ( الأحمر ) ، ووصفه ـ تعالى ـ إياه بقوله : ( الخيط الأبيض . . ) ؛ لأن المراد ـ والله أعلم ـ بياض مشوب بحمرة ، أو تارة يكون أبيض ، وتارة يكون أحمر ، يختلف ذلك باختلاف الفصول والمطالع .
وقد رأيت ذلك بنفسي مراراً من داري في ( جبل هملان ) جنوب شرق
( عمَّـان ) ، ومكنني ذلك من التأكد من صحة ما ذكره بعض الغيورين على تصحيح عبادة المسلمين ، أن أذان الفجر في بعض البلاد العربية يُرفع قبل الفجر الصادق بزمن يتراوح بين العشرين والثلاثين دقيقة ، أي قبل الفجر الكاذب أيضاً ! وكثيراً ما سمعت إقامة صلاة الفجر من بعض المساجد مع طلوع الفجر الصادق ، وهم يؤذنون قبلها بنحو نصف ساعة ، وعلى ذلك فقد صلوا سنة الفجر قبل وقتها ، وقد يستعجلون بأداء الفريضة أيضاً قبل وقتها في شهر رمضان ، كما سمعته من إذاعة دمشق وأنا أتسحر رمضان الماضي ( 1406 ) ، وفي ذلك تضييق على الناس بالتعجيل بالإمساك عن الطعام ، وتعرض لصلاة الفجر للبطلان ، وما ذلك إلا بسبب اعتمادهم على التوقيت الفلكي ، وإعراضهم عن طريق الشرعي : ( وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ) ، " فكلوا واشربوا حتى يعترض لكم الأحمر " ، وهذه ذكرى ، والذكرى تنفع المؤمنين ) اهـ .
( عمَّـان ) ، ومكنني ذلك من التأكد من صحة ما ذكره بعض الغيورين على تصحيح عبادة المسلمين ، أن أذان الفجر في بعض البلاد العربية يُرفع قبل الفجر الصادق بزمن يتراوح بين العشرين والثلاثين دقيقة ، أي قبل الفجر الكاذب أيضاً ! وكثيراً ما سمعت إقامة صلاة الفجر من بعض المساجد مع طلوع الفجر الصادق ، وهم يؤذنون قبلها بنحو نصف ساعة ، وعلى ذلك فقد صلوا سنة الفجر قبل وقتها ، وقد يستعجلون بأداء الفريضة أيضاً قبل وقتها في شهر رمضان ، كما سمعته من إذاعة دمشق وأنا أتسحر رمضان الماضي ( 1406 ) ، وفي ذلك تضييق على الناس بالتعجيل بالإمساك عن الطعام ، وتعرض لصلاة الفجر للبطلان ، وما ذلك إلا بسبب اعتمادهم على التوقيت الفلكي ، وإعراضهم عن طريق الشرعي : ( وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ) ، " فكلوا واشربوا حتى يعترض لكم الأحمر " ، وهذه ذكرى ، والذكرى تنفع المؤمنين ) اهـ .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باب / من السنة إفطار الصائم على لقيمات والمبادرة إلى صلاة المغرب
حديث : " ثلاث ليس عليهم حساب فيما طعموا إذا كان حلالاً ، الصائم ، والمتسحر ، والمرابط في سبيل الله " . موضوع . " الضعيفة " برقم ( 631 ) .
* فائدة :
ولعل من آثار هذا الحديث السيئة ما عليه حال أكثر المسلمين اليوم ، فإنهم إذا جلسوا في رمضان للإفطار لا يعرف أحدهم أن يقوم عن الطعام إلا قبيل العشاء لكثرة ما يلتهم من أنواع الأطعمة والأشربة والفواكه والحلوى !
كيف لا والحديث يقول : إنه من الثلاثة الذين لا حساب عليهم فيما طعموا !
فجمعوا بسبب ذلك بين الإسراف المنهي عنه في الكتاب والسنة ، وبين تأخير صلاة المغرب المنهي عنه في قوله صلى الله عليه وسلم : " لا تزال أمتي بخير أو على الفطرة ما لم يؤخروا المغرب إلى أن تشتبك النجوم " صححه الحاكم ووافقه الذهبي وهو كما قالا ؛ فإن له طرقاً وشواهد أشرت إليها في " صحيح سنن أبي داود " ( رقم 444 ) .
نعم ، جاء الحض على تعجيل الفطر أيضاً في أحاديث كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم : " لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر " .
فيجب العمل بالحديثين بصورة لا يلزم منها تعطيل أحدهما من أجل الآخر ، وذلك بالمبادرة إلى الإفطار على لقيمات يسكن بها جوعه ثم يقوم إلى الصلاة ، ثم إن شاء عاد إلى الطعام حتى يقضي حاجته منه ، وقد جاء شيء من هذا في السنة العملية فقال أنس : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على رطبات ، فإن لم تكن رطبات فتمرات ، فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء " . رواه أبو داود والترمذي وحسنه ، وهو في " صحيح أبي داود " برقم ( 2040 ) ، وما قبله . متفق عليه ، وهو مخرج في " الارواء " ( 899 ) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باب / ما يستحب الإفطار عليه
عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على رطبات، فإن لم تكن رطبات فتمرات، فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء " . صحيح . " الصحيحة " برقم ( 2840 ) .
* فائدة :
والغرض من ذكري للحديث مع الإيجاز في التخريج إنما هو التذكير بهذه السنة التي أهملها أكثر الصائمين ، وبخاصة في الدعوات العامة التي يهيأ فيه ما لذ وطاب من الطعام والشراب ، أما الرطب أو التمر على الأقل فليس له ذكر .
وأنكر من ذلك ؛ إهمالهم الإفطار على حسوات من ماء ! فطوبى لمن كان من
( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب ) ( الزمر : 18 ) ) اهـ .
( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب ) ( الزمر : 18 ) ) اهـ .
_________________
(1) كتاب " نظم الفرائد مما في سلسلتي الألباني من فوائد " لعبد اللطيف بن محمد بن أبي ربيع ( 1 / 505 ـ 548 ) طبعة مكتبة المعارف بالرياض
تعليقات
إرسال تعليق